خرجت الأسئلة الشفوية والكتابية من طابعها الكلاسيكي، حيث غالبا ما تكون على مستوى المجلس الشعبي الوطني، وكثر عدد النواب خاصة المحسوبين على المعارضة، الناشطين والحاضرين بقوة في العالم الافتراضي أو ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، الذي ضج بالأسئلة الموجهة للوزراء، ورغم أنهم يطلقون عليها "مساءلات" إلا أن كثيرا منها لا يعدو أن يكون سؤالا صحفيا موجها لوزير في ندوة صحفية.رغم أن المساءلة تكون موجهة للحكومة ويخول القانون للوزير الأول وعدد من الوزراء الإجابة عليه، وتتعلق عامة بحالة معينة، كأزمة اقتصادية مثلا، وتكون في شكل إستجواب، في حين أن الأسئلة تكون موجهة لوزير معين وتخص موضوع معين في ولاية أومنطقة أومشكل عام مثل التربية، غير أن بعض النواب إختلط عليهم الأمر وبات همهم الوحيد هو البحث عن الشهرة وإظهار نشاطهم من خلال "الفايسبوك"، ولعل أسماء معينة التصقت بهذا النوع من الأسئلة، أهمها" لخضر بن خلاف" والنائب حمدادوش والنائب حسان لعريبي، الذي حطم الأرقام بعدد الأسئلة التي ينشرها يوميا على حسابه الخاص، وعلى كثرتها، لم نسمع برد وزير على أحدها إلا نادرا.نواب يسألون والبرلمان في عطلةاستغرب النائب عن حمس نعمان لعور من خرجات بعض النواب الذين يسألون الوزراء والبرلمان في عطلة، وقال" من يسائلون، الوزراء والنواب في عطلة؟"، ورغم تحفظه على هذه التصرفات إلا أنها لا تندرج في الصيغة القانونية، ولعل الهدف من التسابق المحموم للنواب على الفايسبوك هو التعريف بأنفسهم لا غير، خاصة إذا ما كانت الأسئلة في شكلها تشبه أسئلة الصحفيين، ثم أن كثيرا من النواب يأخذ عليهم التغيب الكثير في الجلسات، وعدم طرح الأسئلة مباشرة على الوزراء في وقت يشبعون الفايسبوك حتى التخمة.نواب لا يحرجون الحكومةيفضل أغلب نواب أحزاب الموالاة الأفلان، الأرندي وتاج، التنصل من رقابة عمل الحكومة، حيث تحتكر الأحزاب الإسلامية أغلب الأسئلة الكتابية الموجهة للوزراء، والتي تتعلق عموما بمواضيع تهم الرأي العام، ليبقى دورها في البرلمان محصورا في الاستفادة من الأغلبية لتمرير المشاريع، في وقت لا تهتم لانشغالات المواطن. رغم أن تجاهل الوزراء لأسئلة النواب وعدم الرد عليها، على أساس اللامبالاة ليس سببا وجيها للتنصل من أداء المؤسسة التنفيذية، إلا أن بعض النواب خاصة المحسوبين على الموالاة، يتحججون بعدم الرد على الأسئلة، كما يتهمون نواب المعارضة بإهانة الوزراء فقط، وربما السبب الحقيقي هوعدم إحراج الحكومة التي يتخبط وزراؤها في الأزمات، من النقل إلى التربية، إلى السياحة والصحة وغيرها، وفي الوقت الذي يرجع الفضل لهم في تمرير مشاريع الحكومة يأخذ عليهم تجاهل أهم الأسباب التي انتخبوا لأجلها، وهي طرح انشغالات المواطنين، والمساهمة في حل مشاكل ولاياتهم، وبلغ حد تجاهل النواب لغاية التغيب باستمرار عن الجلسات، ما أضطر بالمجلس لاستصدار قانون يلزمهم على حضور جميع الجلسات.وفي المقابل، أخذت الأحزاب الإسلامية خطوة جادة في مجال رقابة عمل الحكومة، حيث تعتبر التنصل من الأسئلة تفريطا في صلاحية البرلمان، وظهرت مؤخرا ملمة بجميع القضايا التي تشغل الرأي العام، وكانت أسئلتها في جميع القطاعات وفق الأحداث المتسارعة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/03/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سارة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz