الجزائر

نهاية التاريخ ..الوجه الآخر لصراع الحضارات



نهاية التاريخ ..الوجه الآخر لصراع الحضارات
يقول فوكوياما إن فكرة كتاب "نهاية التاريخ" ترجع إلى مقال له حمل نفس العنوان، كان قد كتبه في صيف 1989 عالج فيه التوافق الكامن في النظام الرأسمالي الليبرالي كنظام حكم بدأ يزحف على بقية أجزاء العالم، وتأكد من هذا بانتصاراته المتتالية على الإيديولوجيات الأخرى كالملكية الوراثية، والفاشية، وأخيرا على أشكال من الشيوعية. و في نفس المقال تحدث عن فكرة مؤداها أن هذا النظام الرأسمالي الليبرالي، يشكل المرحلة النهائية في التطور العقائدي للجنس البشري، وبالتالي يصبح هو نظام الحكم الأمثل، والوصول إلى هذا النظام هو "نهاية التاريخ"، وقد أثار هذا المقال العديد من التعليقات والمناقشات في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم في دول أخرى كفرنسا وإنجلترا وإيطاليا والإتحاد السوفيتي سابقا وغيرهم من الدول.ولقد تأكد لفوكوياما من متابعته لهذه التعليقات والانتقادات أن أغلبها قائم على أنه "حدث يحدث" فجعل الكثيرين يحاولون إثبات خطأ فكرته، بسبب تتالي الأحداث التي اعتبروها أحداثا تاريخية كسقوط حائط برلين وغزو العراق للكويت، وانتهوا إلى أن التاريخ مستمر ولم ينته، كما افترض في هذه الرؤية. وفي هذا السياق يعتقد بأن هذا المفهوم يتطابق إلى حد كبير مع منظور الفيلسوف الألماني "هيجل للتاريخ"، والذي تحول إلى جزء من حياة البشر عندما استعاره كارل ماركس من هيجل، فالحياة ستستمر تفجر الأحداث سواء أكانت هامة أم غير هامة، وستستمر من ميلاد إلى موت، وستستمر الجرائد في الإطلال كل يوم، وستستمر نشرات الأخبار اليومية، لكن الاختلاف الوحيد، والقول أيضا لصاحب الكتاب، لن يكون هناك أي تقدم أو تطور بعد اليوم فيما يتعلق بالمبادئ والعقائد والمؤسسات إلا في إطار التطور التاريخي المضطرد للغالبية العظمى من البشر نحو النظام الرأسمالي الليبرالي، وهذه الأحادية بدأت في الإنهيار لأن العالم يتجه نحو التعددية والتحالفات الإقليمية والإقتصادية المختلفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)