الجزائر

نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة التتويج لمصر والتقدير لغانا



توج المنتخب المصري أول أمس بكأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة في طبعتها الثامنة عشرة، التي نظمتها مناصفة مدينتا عين تموشنت ووهران منذ ال16 مارس الماضي، وهذا بعد فوزه بملعب الشهيد أحمد زبانة أمام جمهور متوسط العدد، على غريمه المنتخب الغاني بضربات الترجيح (5/4)، بعد انتهاء مباراتهما في وقيتيها القانوني والممدد بتعادل إيجابي ( 1/1).
ويستحق المصريون هذا اللقب القاري الرابع لهم، بالنظر إلى أدائهم الذي قدموه طيلة أطوار هذه الدورة، حيث قدموا إليها واقتحموها بتشكيلة متوازنة ومنسجمة في خطوطها الثلاثة، ما مكنها من السيطرة على الدورة والخروج منها متوجة في نهاية المطاف ومن دون هزيمة، لكن في اللقاء النهائي، كان الغانيون أفضل وأحق بالفوز، لكن العبرة بالنتيجة النهائية كما يقال، واختارت السيدة الكأس المنتخب المصري لتسافر معه وتقضي بعض الوقت بأرضه وبلاده... الغانيون ضيعوا فرصتهم وتتويجهم بالنجمة الرابعة في العشرين دقيقة الأخيرة من الشوط الثاني، عندما انخفض الزاد البدني للمصريين، لكنهم اصطدموا بحارس بارع أنقذ مرماه في الأوقات الحرجة، وساهم بقسط كبير في فوز منتخب بلاده بالتاج الإفريقي، ففي هذه الفترة ضاعف أشبال سيلاس تييح من غاراتهم وتهديدهم للمرمى المصري عن طريق الثلاثي أسيفواح وأبواغي ونارش، الذين ضيعوا فرصا أكيدة بواسطة قذفات متتالية في الدقائق 51 و55 و63 و76 و78 لكن حارس ”الفراعنة الصغار” عواد مسعد كان له رأي آخر، واستحق بتدخلاته الموفقة أن ينال جائزة أفضل لاعب في الدورة.
وقد ساعد منتخب ”النجوم السوداء” كذلك على بسط سيطرته في هذا الشوط الثاني، تراجع المصريين إلى الخلف، واكتفائهم برد متقطع عن طريق هجمات معاكسة، لكنها خطيرة بواسطة كهربا والسيد وحماد، بعد تغيير الأول والثاني لمنصبيهما، حيث تحول كهربا من الجهة اليسرى إلى اليمنى يشاكس أفوري ويدفعه لارتكاب الخطأ لكن من دون جدوى...
الشوط الثاني، جميلا على جميع الأصعدة، خاصة من الجانب الفني، الذي تميز فيه المنتخب الغاني بالفرديات اللامعة التي يزخر بها تحت قيادة أبوغي مهندس عمليات الغانيين، وأسيفواح الذي كان السم القاتل في الدفاع المصري، وأركوفول المنفذ البارع للمخالفات الخطيرة، وكاد عن طريق إحداها إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 30 لولا العارضة الأفقية، التي منعته من إدخال فرحة متجددة على كرسي احتياط منتخبه والمدرجات التي ناصره من فوقها وبقوة الآلاف من الجمهور الوهراني حتى ينالوا من المصريين، وحتى هؤلاء كان بمقدورهم الالتحاق بغرف تبديل الملابس مطمئنين وأسبقية في النتيجة لولا رعونة كل من كهربا وبسام في هزم يقضة الحارس أنتوي، الذي أنقذ مرماه من هدف أكيد مرتين متتاليتين، وحصل ذلك في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، الذي وعكس الثاني كان متكافئا بين التشكيلتين، اللتين تعاملتا مع النتيجة باكرا وبنفس الطريقة (ضربتي جزاء صحيحيتين)، والبداية بالفريق المصر ي الذي تحصل على الأولى في الدقيقة 03 بعد عرقلة واضحة للخطير كهربا تولى تنفيذها بنجاح صالح جمعة، أما ضربة الجزاء الثانية في اللقاء، فتسبب فيها المصري سمير محمود الذي تدخل بعنف على المهاجم الغاني أودجر، انبرى لها وسجلها زميله أوكوفول، بعدها لجأ المنتخبان إلى توخي الحذر لمعرفتهما ببعضهما البعض، رغم تواجد كل لاعبيهما الأساسيين، فالناخب المصري ربيع ياسين، فضل إقحام كهربا إلى جانب بسام عمر حتى يتاح له اللعب بقلبي هجوم، وبالتالي الرفع من نسبة التسجيل، ونفس الشيئ بالنسبة للمدرب الغاني سيلاس تتيح الذي أشرك موزس إلى جانب الخطير أسفواح، ليبدأ تكتيك المدربين في التجلي مع مرور دقائق المرحلة الأولى، فالغاني فضل الضغط على المصريين في منطقتهم مع تشديد الحراسة على دينامو منتخبهم صالح جمعة، ما أجبر هذا الأخير على التراجع حتى إلى الدفاع ليتسلم الكرة ويصنع اللعب ويمون مهاجميه بكرات طويلة على الرواقين، خاصة الأيسر الذي أقلق فيه كهربا كثيرا الغانيين، وصنع بدوره فرصا جيدة ضيعها زملاؤه، كحال فرصة الدقيقة 31 سمير محمد أحمد، وفرصة الدقيقة 35 من بسام بالرأس بعد فتحة دقيقة من زميله ترزيقي.
وعلى العموم، فإن المرحلة الأولى من اللقاء، مرت متكافئة بين المنتخبين أداء ونتيجة، ولو تقدم أحدهما في حصة التسجيل لكان منطقيا، لأنهما وبقدر حذرهما كانا مهيأين ليكونا أكثر شجاعة واندفاعا نحو الهجوم في بعض فترات المقابلة، وهو ما وقفنا عليه في الشوط الثاني، الذي برز فيه المنتخب الغاني بشكل لافت، وأهدر- كما قلنا سابقا - طي مصير اللقاء لمصلحته، لكن عاكسه سوء الحظ، ومنعته براعة الحارس المصري عواد مسعد، الذي استمر في تألقه في المرحلة الأولى من الوقت الإضافي، ومنع هدفين غانيين حقيقيين من اللاعب أركوفول في الدقيقتين 95 و105، في حين مرت المرحلة الثانية الممدة، أقل حماسا بسبب تجنب المنتخبين المغامرة في الهجوم، وأعطيا الانطباع بأنهما يفضلان ترك الضربات الترجيحية والحظ ليفصلا بينهما، وهو ما كان وابتسم للمصريين ب (5/ 4)، وفي السلسلة الثانية بعدما ضيع فيها الغاني أنابا رميته، ونجح المصري حسام غالي، في ضربته التي كانت عنوانا لتتويج مصري بكأس الطبعة الثامنة عشرة بالجزائر، والرابعة في مشوار ”الفراعنة الصغار”، تسلموها من يدي السيد عبد المالك سلال رئيس الحكومة، الذي كان ضيف شرف في عرس القارة الإفريقية بمدينة وهران.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)