الجزائر

نموذج للعطاء والمثابرة



نموذج للعطاء والمثابرة
لا تعرف معنى للراحة.. وتنظر إلى العمل على أنه عبادة ما دام لديها قدرة على العطاء.. وعلى الرغم من تقدمها في السن وإصابتها بمرض مزمن إلا أنها شغوفة بالحياة وتتطلع للعطاء بدون مقابل. التقتها "المساء" بمعرض للصناعات التقليدية، حيث كانت منهمكة في حياكة "إيشارب" من الصوف وتعلو وجهها ابتسامة مشرقة، ومن حولها طاولة عرضت عليها أهم إنجازاتها المتمثلة في بعض المشغولات اليدوية الموجهة للتزيين وبعض الجبات التقليدية التي أبدعت في خياطتها. وفي حديثها إلينا قالت الحاجة فاطمة الزهراء "لا أعرف مطلقا معنى للراحة، ومذ فتحت عيني على الدنيا وأنا أجد واجتهد لأتمكن من تربية أبنائي وإعالة عائلتي بما أحيكه من صوف وألبسة، وأذكر أني مارست هذه الحرفة منذ كان عمري 20 سنة، واليوم بلغت 75 سنة غير أني لا أزال أخيط وأحيك وأزين كل ما يقع عليه بصري من أشياء وأصنع حتى الحلي الملونة للمراهقات من دون ملل.على الرغم من أني نجحت تقول محدثتنا في مهمتي الأسرية رغم كل العقبات التي واجهتني، فلا يخفى عليكم أني من الجيل القديم، حيث كانت ظروف الحياة صعبة وقاسية غير أني راضية بمسيرتي، واليوم قررت شغل وقت فراغي بعد أن تزوج أولادي بهذه الحرفة اليدوية التي أتطلع من خلال مشاركتي في مختلف المعارض تعليم الراغبات في إتقان بعض الفنون التقليدية، ومن دون أي مقابل، لأني أؤمن أن كل فتاة مهما بلغت درجة تعلمها يظل مآلها الأخير هو بيتها وأسرتها لذا من الجيد لها أن تتعلم بعض الفنون لتكون امرأة كاملة. وفي ردها على سؤالنا حول رأيها كامرأة مناضلة ومكافحة في نساء اليوم من جيل الاستقلال، قالت: "لقد رفعن رؤوسنا، وهن شرف لنا، يكفينا فخرا أن نجد بناتنا حاضرات في كل القطاعات، فهن يمثلننا بالوزارات ونجدهن في مناصب ريادية". وتعلق: "حقيقة المرأة الجزائرية نجحت في الماضي في سبيل تأمين الحرية واليوم تواصل نضالها لتحقيق طموحاتها".تختم الحاجة فاطمة الزهراء حديثها بنصيحة تقدمها إلى كل الجزائريات المقبلات على الحياة بكل اندفاع قائلة: "أشجع دائما المرأة المثابرة والمندفعة على أن تظل حريصة على أسرتها وعلى تربية أبنائها لأني أعتقد أنه أهم هدف وجدت من أجله".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)