نمذجة دالة الطلب على الواردات في الجزائر خلال الفترة (1970-2012)

الملخص: تهدف الدراسة إلى التعرف على العوامل والسياسات التي تؤثر في حجم الواردات الجزائرية وكل من تركيبها السلعي وتوزيعها الجغرافي، وتستخدم الدراسة في سبيل تحقيق هذا الغرض بعض المقاييس الخاصة بالتركيز السلعي والجغرافي والأهمية النسبية وتحليل سياسة الاستيراد في الجزائر، كذلك يتم تقدير محددات الطلب على إجمالي الواردات خلال الفترة (1970-2012)؛ وذلك في إطار مفهوم التكامل المشترك وتصحيح الخطأ. ولتحقيق ذلك تم دراسة استقرارية السلاسل الزمنية لمتغيرات النموذج باستخدام اختبار ديكي-فولر الموسع لتحديد رتبة تكامل كل سلسلة زمنية، وباستخدام اختبار جوهانسن تم التأكد من تكاملها المتزامن بعد ما تبين استقرار وتكامل كل سلسلة زمنية على حده من الدرجة الأولى، وبالتالي وجود علاقة توازنية في المدى البعيد بين الواردات والعوامل التي تؤثر فيها. ولتقدير أثار هذه العوامل (المحددات) تم استخدام نموذج تصحيح الخطأ غير المقيد. وقد بينت النتائج معنوية نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والأسعار النسبية واحتياطي الصرف الأجنبي ونسبة الصادرات إلى الواردات. أوصت الدراسة بضرورة تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد الوطني من خلال استغلال كافة الموارد الاقتصادية المتاحة، وذلك من أجل تخفيف الاعتماد على الجباية البترولية؛ والتي تشكل مصدرا رئيسياً لتمويل الواردات. وفي إطار إتباع سياسة تجارية تهدف وتترجم مسار التنمية في الأجلين القصير والطويل لابد من الأخذ في الاعتبار أثر متغير الدخل على الواردات نظراً لأهميته في الأجلين، حيث من ناحية نجد أن جزء كبير منه ينفق على الواردات على حساب الإنتاج المحلي، ومن ناحية في حالة انخفاض حصيلة الصادرات النفطية التي نعتمد عليها بشكل كبير قد تكون له آثار سلبية على ميزان المدفوعات. كما أوصت الدراسة بتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في السوق الداخلية في مواجهة نظيراتها المستوردة من الخارج، بتحسين الجودة والنوعية إلى تكثيف الجهود الإنتاجية وخفض تكلفة الإنتاج.