الجزائر

نمتلك مقوّمات تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب


❊ هدفنا إنتاج بين 5 و6 ملايين طن سنويا من الحبوب كمرحلة أولى❊ تحقيق الاكتفاء الذاتي بتوسيع المساحات وتوفير ظروف الإنتاج
❊ تطوير زراعة الحبوب مرتبط بزراعة البقوليات والأعلاف
❊ بنك البذور كان ضرورة ونثمّن مشروع بنك الجينات
كشف مدير المدرسة الوطنية العليا للفلاحة، ومنسق فوج التفكير حول استراتيجية تطوير إنتاج الحبوب بالجزائر، طارق حرطاني، عن الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الشعبة والوصول إلى الأمن الغذائي، حيث أوضح في حوار مع "المساء"، الأهمية التي يكتسيها بنك البذور وبنك الجينات، مشيرا إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد في هذه الشعبة يكون بتوسيع المساحات المزروعة وتوفير ظروف الإنتاج والمرافقة وإنجاز مراكز التخزين.
بداية.. كيف تأسّس فوج العمل هذا؟
تأسّس فوج العمل هذا بعد انعقاد مجلس الوزراء في فيفري 2023، الذي أكد على ضرورة رفع إنتاج الحبوب في الجزائر، بما أنها ركيزة من ركائز الأمن الغذائي، حيث كانت هناك مبادرة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي بإنشاء فوج التفكير هذا، من منطلق أنه بواسطة العلم نستطيع أن نساعد الاقتصاد الوطني، فالجامعة تكون لها مساهمة في هذا الإطار، ويتكون هذا الفوج من أساتذة باحثين وخبراء من قطاع التعليم العالي وقطاعات أخرى كالفلاحة والموارد المائية والطاقة والمناجم والصناعة.
فيم تكمن مهمة فوج العمل هذا؟
تتمثل مهمة فوج العمل هذا في تصميم خارطة طريق بعنوان السنة الفلاحية 2023/2024 والسنوات التي بعدها، من أجل تطوير شعبة الحبوب، باعتبارها ركيزة لتحقيق الأمن الغذائي للبلاد.
ماهي أهم النقاط التي تضمنتها خارطة الطريق هذه؟
تنقسم خارطة طريق تطوير زراعة الحبوب إلى قسمين، الأول يخص رفع إنتاج هذه الشعبة في الشمال، أي ما يعرف بالزراعة البور أو المطرية، التي تتميز بتساقط الأمطار حتى وإن كانت متذبذبة وغير منتظمة، حيث يمكن رفع الإنتاج إذا وفرنا بعض العوامل ورفعنا العوائق، أما القسم الثاني فيتعلق بكيفية رفع إنتاج الحبوب في الجنوب عبر الزراعة المروية، مع التركيز في كلا القسمين على ضرورة احترام المسار التقني لهذه الزراعة، علما أن هذا الأخير معروف عند أصحاب المهنة إلا أنه غير محترم بشكل جيد لعدة أسباب بعضها طبيعية وأخرى تقنية واجتماعية واقتصادية.
ماذا تقصد بضرورة احترام المسار التقني لزراعة الحبوب؟
استراتيجية تطوير زراعة الحبوب لا تتجسد بنفس الطريقة في كل الأقاليم، حيث لدينا أقاليم بيئية مختلفة في الجزائر، فبشمال وشرق ووسط وغرب البلاد نوعية التربة والمناخ لهما دور كبير في نجاح عملية البذر ونمو النباتات، والذهاب نحو رفع الإنتاج، علما أنه لا يمكن إنتاج القمح كل سنة في نفس القطعة الأرضية، حيث لا بد من احترام الدورة الطبيعية بإنتاج محاصيل أخرى على غرار البقوليات كالحمص والعدس وغيرها، أو الأعلاف للحيوانات.
ونشير هنا إلى أن تربية المواشي مستحبة من أجل إثراء التربة والحفاظ على رطوبتها وخصوبتها وإعطاء حظوظ أكبر لرفع الإنتاج، ولا بد أن نستعمل البذور المناسبة في البيئة المناسبة، أي تلك التي تتأقلم مع نوع التربة المحلية والمناخ من أجل رفع الإنتاج، وبإمكان مخابر البحث ومراكز التصديق على البذور محليا أن تساهم في هذا المسار.
ما دور الأسمدة في رفع إنتاج الحبوب؟
يمكن رفع إنتاج الحبوب ب 20% إلى 30% في حال استعمال الأسمدة بالكميات الكافية، وبالتالي يمكن للجزائر أن تملك قرارها عند ارتفاع الإنتاج وتقليص الاستيراد، ومنه دعم السيادة الوطنية وتوفير العملة الصعبة لاستيراد ما لا نستطيع إنتاجه.
هل يمكن للجزائر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب؟
الجزائر تنتج نحو 3 ملايين طن سنويا من القمح اللين والصلب، حسب الإحصائيات، وهي بحاجة إلى ما بين 8 و9 ملايين طن، وهو هدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكمرحلة أولى إذا وصلنا إلى 5 أو 6 ملايين طن نكون قلصنا من الاستيراد، وذلك من خلال توسيع مساحات زراعة الحبوب وتوفير ظروف الإنتاج والمرافقة وإنجاز مراكز التخزين.
وأشير هنا إلى أن معدل الإنتاج في الجنوب يقدر حاليا ب 40 قنطارا في الهكتار ونحن نستهدف 60 إلى 70 قنطارا لتحقيق الاكتفاء، أما في الشمال فنهدف لتحقيق بين 30 و40 قنطارا في الهكتار، ونحن حاليا في حدود 17 إلى 20 قنطارا في الهكتار حسب الظروف المناخية.
هل يمكن تطوير زراعة الحبوب بعيدا عن زراعة البقوليات؟
لا يمكن تطوير زراعة القمح والحبوب دون تطوير زراعة البقوليات والأعلاف، لأنها تدخل في الدورة الطبيعية، وكذا تربية المواشي، ومن الخطأ تخصيص مساحة لزراعة القمح لوحدة في الشمال أو الجنوب، لأن التربة تفقد من خصوبتها وتنقص مردوديتها، وبالتالي يكون الإنتاج ضعيفا.
وهل يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي منها؟
مساحات زراعة البقوليات لابد أن تكون تقريبا نفس مساحات زراعة الحبوب لأنها تدخل معها في الدورة الطبيعية، باعتبار أن مخلفات الآزوت والبوتاسيوم للبقوليات يستفيد منها القمح في الدورة الموالية، كما أنه لابد من دعم ونشر البحث العلمي في مجال زراعة البقوليات.
ما هو دور بنك البذور في تحقيق الاكتفاء الذاتي؟
إنشاء بنك البذور كان ضرورة، ومفهومه وجود أصناف من البذور تكون معروفة ومدروسة في مختلف مناطق الوطن، كأنها مخابر محلية تحفظ فيها هذه البذور، وبالتالي مجموعها يمثل ثروة للبلاد، وأخص بالذكر في هذا الصدد سوريا التي تمكنت من تحقيق الأمن الغذائي بواسطة هذا البنك، ونثمّن إطلاق هذا الأخير بتوجيه من رئيس الجمهورية، ونفس الأمر لمشروع بنك الجينات الذي هو أوسع من بنك البذور.
ويعد بنك البذور ضرورة من أجل تكرير وخلق بذور أخرى حسب الطلب، وبإمكانه تقليص الضغط على الوكالة الوطنية للبذور في حال استحداث فروع ومراكز جهوية، وأشير هنا إلى أن العملية مستمرة، وهي من صلاحيات وزارة الفلاحة من أجل تلبية طلبات المهنيين وتجسيد المخططات السنوية.
من المهام الأساسية للبنك الحفاظ على الموروث الجيني الوطني من القرصنة، كيف ذلك؟
الموروث الجيني ثروة والقرصنة ظاهرة، وسمعنا عن شركات أجنبية كبرى تنشط في المجال لديها أقسام بحث وتنمية، وعندما تواجه مشاكل في الميدان مثل ظهور مرض في مكان ما وليس لديها دراسة مسبقة عن مدى مقاومة هذه الجينات، فإنها تلجأ للقرصنة، كما تقوم دول أجنبية بزيارات إلى دول إفريقية من أجل استغلال التربة والثروة الجينية لفائدتها.
وماذا عن مخطط تطوير الزراعات الاستراتيجية ككل؟
مخطط تطوير الزراعات الاستراتيجية، من حبوب وأعلاف وغيرها، أخذ بجدية من طرف السلطات العمومية، وهو الأمر الذي لاحظناه، علما أن رفع الإنتاج في هذه الزراعات يتطلب رفع العوائق البيئية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما تعمل على توفيره اليوم السلطات العليا في البلاد.
ما هو تصنيف الجزائر من حيث الأمن الغذائي في إفريقيا؟
الجزائر في المرتبة الأولى من حيث الأمن الغذائي في إفريقيا، حسب الإحصائيات المتوفرة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)