«نقي باب دارك يتبعك جارك «

عرفت الحملات التطوعية يتقدمها تنظيف المحيط وتيرة سريعة خلال المسيرات الشعبية التي تعرفها الجزائر منذ 6 أسابيع الأخيرة و قد مست تلك المبادرات مختلف الإحياء والشوارع بالجزائر العاصمة خاصة التي شهدت الحراك الشعبي لتبرز مدى الوعي الحضري الذي وصل إليه أصحابها والتمدن الذي من المفروض أن يتصف به الجزائريون لاسيما الشباب المتشبع بقيم ديننا الحنيف الذي يدعو الى شد الأزر بين المسلمين واللحمة والطهارة والنظافة التي وجب أن يحافظوا عليهاولعل انتشار موجة الحملات التنظيفية انتشرت أكثر فأكثر من خلال الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي اين ناد أصحابها إلى حملات تنظيف المحيط تحت شعار « نقي ارضك « و« الايادي البيضاء « و« تنظيف أرض المليون ونصف المليون شهيد « و«نقي قدام دارك.. يتبعك جارك» وكذا « اجعل كيس في سيارتك وضع فيه المهملات ولا ترمها من نافذة السيارة» لتنتشر رويدا رويدا حمى تنظيف المحيط بين رواد الفضاء الأزرق بنشر اسمي صور لتطهير المحيط وعلى اختلاف صورها وأماكنها من ولاية إلى أخرى حتى وان خرجت عن إطار تلك المسيرات لتنظم في أماكن أخرى اجتمعت كلها حول هدف واحد ألا وهو الحفاظ على المحيط مثلما تم القيام به من قبل طلبة الجامعة بتنظيف مستشفى الأمراض العقلية بولاية عنابة
وأخرى في ولاية سيدي بلعباس لتبييض المحيط
وأخرى عبر الشواطئ وأيضا المؤسسات التربوية
وكانت أجمل تلك الصور لتنظيف المحيط بالجزائر العاصمة بعد انتهاء المسيرات وأعمال الشغب التي عرفتها بعض الأحياء من تكسير للممتلكات العمومية والخاصة بالقرب من فندق الجزائر ومبنى الإذاعة والتلفزيون والتي اشترك فيها شباب جنبا إلى جنب مع أعوان النظافة لتنظيف الشوارع من حطام السيارات والزجاج والحجارة وغيرها وذلك بعد تعرض مطبخ مدرسة وتخريب المتحف الوطني للآثار والفندق المذكور الذي تعرض لعملية سطو فضلا عن حرق بعض حاويات القمامة هذا ويسارع في كل مرة جموع المواطنين على رأسهم الشباب لتنظيف الشوارع من قارورات المياه الفارغة وبعض القاذورات المنتشرة هنا وهناك لتنم عن مدى الوعي والحس المدني فإن كان هناك من يدنس المحيط فهناك أيادي بيضاء تحرص على نظافته حاملين أكياس سوداء بقفازات بيضاء لتتناقل شاشات العالم اسمي تلك الصور للتكافل والتضامن الاجتماعيين وحسب بعض القائمين عليها من شباب الإحياء أو الجمعيات فإنه تم التحضير لها مسبقا من الشباب المولع بالحملات التطوعية لاسيما من أحياء بلوزداد أحد أبرز الإحياء الشعبية. بالعاصمة وأطلقوا بالموازاة معها « هاشتاغ « «جيب جيرانك ونق حومتك» والذي نجح في جمع حملة مليونية لتنظيف الشوارع
وصاحبت تلك الحملات مؤخرا تنظيم مأدبات غذاء من طبق الكسكسي والحلويات التقليدية وصواني الشاي والقهوة و تبرع بالمياه المعدنية والتمر والحليب وحتى قارورات العصير عكفت بعض العائلات توفيرها خلال المسيرات لاسيما يوم الجمعة يذكر أن تلك الحملات قد لقيت استحسانا من رواد صفحات التواصل الاجتماعي
والتي انتشرت صورها بسرعة البرق تتحدى كل الإشاعات القائلة إن الجزائريين يفضلون الفوضى والتخريب وكانت بمثابة رسالة للعالم بأسره كون الشعب الجزائري يحافظ على سلمية مطالبه ويحافظ على أمن وطنه رفقة جيشه حامي حماه