بعد أن أضحى خبر موته أقرب من حياة قد تكون وأكبر الظن أنها لن تكون، تدافعنا نحن، ولا أستثني منكم باكيا، لرثاء رفات ابن مسعد الفقير الذي شق طريقه وسط الألغام دونا عن أقرانه الذين اختاروا مهنة التعليم لكي يظلوا بعيدين عن الضوء، عكس الطاهر تواتي الذي اختار الوصول إلى «السفارة» في دولة ظهر أنها بلا وزير ولا «وزارة»..
بكينا مقتل الشاب القادم من ثنايا العتمة، وحمّلنا عن بكرة مدامعنا مسؤولية تصفيته للحكومة ولمدلسيها العاجزين ولدبلوماسيتهم الفقيدة، لكن قبل الآن وقبل خبر الفجيعة يطفو إلى سطح الغياب سؤال: أين كانت الصحافة وأين كان زملاء المرحوم حيا وميتا؟ والجواب لقد كنا نقتات من «زبالة» السلطة ومن أخبار قففها وكهربائيها وانتخاباتها، فرغم أن الدبلوماسيين خُطفوا منذ أشهر، إلا أنني لا أذكر أن «الطاهر تواتي» علقوا له عرجون الطهر والأضواء إلا بعد موته المفترض، حيث كما يقولون بالمثل العامي: «كي مات أطاولوا رجليه»..
موته حتى ولو كان حيا سيكون مرة، أما موت أمه فإنه سيكون مليون ألف مرة، والسبب أن تلك البدوية القحة اكتشفت أن الوزارة والحكومة والدولة التي ينتمي إليها ابن بطنها، لا تعلم حتى الآن إن كان رجلها ميتا أم حيا، فرغم أن قتلته أعلنوها نحرا إلا أن دولة «الأمن» والأمل الكاذب مددت من «عذابات» أم لتزرع في عائلة الفقيد، أنها لم تكتف بفشلها في إنقاذ الطاهر، ولكنها تجهل تماما موته من حياته. فبؤسا لكم، فقد كان الطاهر وكنتم المتسخين، والمهم لك الله يا قلب أمه «المنفطر» وعليك، أيها الطاهر، رحمة الله حيا كنت أو ميتا..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net