الجزائر

نقطة صدام : نزول أول ”جزائري” على سطح·· ”الميترو”



فيما يشبه فرحة أمريكا بنزول أول إنسان على سطح القمر، احتفى العاصميون باليوم التاريخي المشهود الذي مكّن آلاف الراجلين و”الكافرين” بأزمة المرور وباكتظاظ الحياة والطرقات من حجز أمكنة في ملحمة ”الميترو” الذي تزحزح بعد جهد جهيد من مكانه ليتدافع الآلاف لأخذ صور تذكارية فوق ”سطحه” في تأكيد للجيران ولفرنسا ساركوزي بالذات أن جزائر ”الثورة” قد كسبت رهان ”الميترو” بعد أكثر من نصف ”قرن” من إعلان ثورتها ومن استقلالها التام والكامل (؟؟)··المأخذ البسيط الذي أفسد فرحة دخولنا التاريخ عبر”ميترو” استهلكته أمم الإنس والنمل، أن ذلك ”الميترو” الأسطورة فضح حرماننا، حرمان المواطن المزمن، في أول يوم من تشغيله، فوصولنا المتأخر إلى محطة ”ميترو” أضحت خاوية على عروشها وعلى ركابها في بلدان ودول أقل منا بترولا وولدا، أثبت بالدليل و”الهوان” أن هذا البلد بذلك الإنجاز العظيم، قد داسه ”الميترو” منذ زمن بعدما أصبح فيه ”التاريخ” حكاية ”ميترو” انطلق منذ ثلاثين سنة وحين وصل إلى محطته الأولى وجد ”راجل” الثلاثين عاما قد قطع ثلاثين سنة انتظارا وترقبا ومشيا على الأقدام وعلى الأعصاب ليركب الميترو وهو في الستين ويأخذ له صورة تذكارية يتمنى من خلالها مقاضاة الحكومة حتى تعوضه ”بأثر رجعي” عن زمن المشي وعن زمن العجز وعن زمن الانتظار الذي تتحمله حكومة ”غبية” أرادت أن تفهم مواطنيها أن حدث ”الميترو” يساوي ويماثل حدث نزول أول رجل على القمر·· لقد وصلتم كعادتكم متأخرين أيها السادة فلا داعي للاحتفاء بميترو أول ما سار فضح كم هو ”محروم” هذا الوطن··


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)