الجزائر

نقطة صدام : رماح وسيوف وألوف..



في تطور نوعي للغة، أخرجوا لنا صناديدكم تعيش شوارع الجزائر العميقة منذ مدة من زمن «الغياب» الرسمي، على وقع معارك البسوس، حيث بين السيف والسيف، رماح طاعنة تشهد كم من حياة فقدت في ساح وغى لم يعد فيها من حاضر سوى أن هذه الجزائر تضيع بعيدا، حيث لا موجود إلا ما هو مجرود من ضحايا بالعشرات والمئات، قتلوا في معارك لا شرف فيها، والجاني سيف متنقل أصبح لسان شارع غابت عنه الدولة فأعلن دولة «غابته» المتمردة..
بسبب خلاف حول لون وشكل وثمن «بطيخة»، شهدت العشر الأواخر بإحدى قرانا الصائمة ملحمة حامية «الوطيس» بين كتيبتين مدججتين بمختلف أنواع الطعن، ورغم أنه لا ضحية سقطت في الواقعة إلا أن تعداد المثخنين بجراح الجهل شجع صحف أجنبية للترويج لمعارك «الربيع» البطيخي في جزائر الثورة و«البطيخ»، ولسان حال من غطى ملحمتنا بتلك «البطيخية» القاتمة، هذا هو حال جزائر بومدين بعد خمسين عاما من استقلالنا «العظيم»..
والمهم أن معركة البطيخ الشهيرة ليست حالة في «حانة» معزولة، ولكنها جزء من كل مبتذل، فحتى قاعات الاستعجالات بالمستشفيات والمقرات العمومية المحصنة أصبحت مسرحا لنزال «السيف والرمح والسكين».. فبالإضافة إلى حادثة مستشفى مروانة بباتنة، حيث «السياف» أصبح طبيبا يهدد بإجراء عمليات «قتل» جراحية في أعناق المرضى والأطباء، فإن الموقف ذاته عاشه مستشفى تيارت بسبب مخمور طارد ضحيته وهو على سرير الطبيب. والمهم أن الحالات أكثر من أن تحصى، فمير العامرية نال نصيبه من النار بعد أن سكب عليه أحد «الجوارح» قارورة بنزين، فهل بعد أن أصبح للشارع سيف ورمح وقوس الشنفرى، لايزال في «جعبتهم» ما يزايدون به على انفلاتنا بعد انفلاتهم؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)