الجزائر

نقطة صدام : التلميذ الغبي..



نقطة صدام : التلميذ الغبي..
ما فعلته أمريكا بوش الابن في الشرق الأوسط وفي أفغانستان، تكررت فصوله في ليبيا، كما تتكرر الآن في شمال مالي، بعد أن قررت فرنسا أن تستنسخ لها أفغانستان في مالي، حيث القارة الفقيرة الآن تقف وجها لوجه أمام شبح "ماليستان" مفتوحة على طالبان جدد، أصبحوا حصان طروادة المصطنع لتبرير ما لا يبرر من انتهاكات لسيادات الدول، تحت مسميات الأمن الدولي المشترك الذي حفظته أمريكا في الشرق الأوسط، وها هي فرنسا تحفظه الآن عن ظهر "قنبلة" وقصف بمالي..
الرئاسة الفرنسية تعترف في اليوم الأول بسقوط طيارها بمالي، وأنها فوجئت كما فُجعت في المستنقع الذي كانت تظنه نزهة عسكرية، فإذا بطالبان المالي، يظهرون أكثر عدة وعتادا مما كان يظن هولاند وجنوده. ورغم أننا تعلمنا أن النفخ في قوة الخصم خطة عسكرية ذكية لتبرير سحقه، كما حدث مع كمياوي صدام حسين المزعوم، إلا أن الإقرار الفرنسي بأن الأسلحة التي أسقطت عرش الزعيم الليبي، هي نفس الأسلحة التي تتصدى الآن للغزو الفرنسي لمالي، فيه الكثير من الشماتة على حال فرنسا، وجدت نفسها في مأزق زرعته في ليبيا، فإذا بها تحصد توابعه ومضاعفاته بمالي..
يقولون عن المستعمر عموما وفرنسا خصوصا، أنه تلميذ غبي، لا يفهم الدروس. وبغض النظر عن درس ليبيا، فإن أكبر غباء تورط فيه الشرطي الفرنسي على الأراضي الإفريقية، أن هولاند قرأ من تاريخ أمريكا بالعراق وبالشرق الأوسط، فصل الاستعراض وما نجم عنه من استحواذ على مخزون النفط، لكنه تناسى في خضم إعلانه لحربه المالية، بأن القوة لم تكن يوما في إعلان الحرب، ولكن في القدرة على إنهائها متى تشاء، فهل يستطيع الآن فرانسوا الخروج من المستنقع بأقل خسائر ممكنة.. ذاك ما يمكن البحث عنه في من وقّع أجندة الحرب غير مدرك لمضاعفتها التي بدأت بإعلان فرنسا، أنها فوجئت بأسلحتها تقاومها في مالي، بعدما باعها ثوار ليبيا "الفرنسيين" لأعداء فرنسا التقليديين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)