الجزائر

نقص التمويل العربي لم يعق انتشار سمعة المعهد العالي للترجمة عبر العالم



نقص التمويل العربي لم يعق انتشار سمعة المعهد العالي للترجمة عبر العالم
استضاف موعد المقهى الأدبي «سجالات ومعنى» أمس بنادي الإذاعة الدكتورة إنعام بيوض مديرة المعهد العالي العربي للترجمة، للحديث عن تجربة هذه الهيئة التابعة للجامعة العربية وكذا عن حصيلة الأعمال التي أنجزتها عبر 11 سنة من الوجود، وعن واقع الترجمة والتحديات سواء بالجزائر أو بالعالم العربي، ناهيك عن مسألة التكوين وقضايا أخرى مرتبطة بأحداث الساعة، وأشادت الضيفة بجهود رئيس الجمهورية علما أنه هو من كان وراء فكرة تأسيس المعهد ويرعى إلى اليوم نشاطاته.أكدت السيدة بيوض أن المعهد هو هيئة أكاديمية تابعة للجامعة العربية، تقوم بتكوين طلبة في أقسام الماجيستر والدكتوراه (لمدة سنتين). والمعهد الذي يوجد بالجزائر يستقبل طلبة جزائريين وعرب متحصلون على شهادة ليسانس في الترجمة.. ورغم أنه مستقل عن الجامعة إلا أن شهاداته معترف بها.في البداية تحدثت الضيفة عن البدايات الصعبة التي كانت بمثابة نضال، ومن ضمن ما ذكرت أنه عند انطلاقة المعهد لم تتضح عند الكثيرين طبيعته وأهدافه إضافة إلى بعض المضايقات والاعتبارات الشخصية العبثية، لكن مع الدخول في خضم العمل لم يعد هناك وقت للاهتمام بهذه الأمور وتحول الخصوم إلى أصدقاء. وخلال 11 سنة تخرجت 21 دفعة ب 400 طالب ومكتبة المعهد الآن بها الكثير من المذكرات القيمة التي أنجزها هؤلاء وبالتالي تقول بيوض «لم نضيع وقتنا وعملنا لفائدة التكوين الراقي ونسعى دوما للأفضل من خلال برامج ذات مستوى عالمي». يعتمد المعهد على العربية والفرنسية والإنجليزية في التكوين، وسيتعزز دوره مستقبلا، علما أن وزارة الخارجية منحته قطعة أرض بسيدي عبد الله لإقامة مقره الجديد. وذكرت أن المعهد صارم في قبول عدد الطلبة حيث لا يزيد عددهم في القسم الواحد عن ال15 مما ينعكس على مستوى المردود، ضف إلى ذلك المستوى العالي للأساتذة القادمين من أكبر الجامعات منها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وسوريا ومصر ولبنان والمغرب وتونس.يتم التفكير أيضا في إضافة لغات أخرى للمعهد منها الإسبانية لذلك أمضيت اتفاقية مع جامعة أليكنت، وسيتم كذلك إدراج الصينية وتجري اتصالات مع الجامعات الصينية وسيتم إرسال طلبة إلى بكين للتكوين في هذه اللغة سنتين قبل فتح قسمها بالمعهد.سيتم أيضا إدراج اللغة الأمازيغية في المعهد لفتح قسم خاص بها لكن السيدة بيوض أكدت أن الأطراف المعنية غير متجاوبة كثيرا خاصة من المحافظة السامية للأمازيغية، علما أن الأمر يتطلب مقررات وقائمة المكونين وقاعدة بيانات وغيرها.بالنسبة للمدرسة العامة لتعليم اللغات، أشارت الضيفة أنها تابعة للمعهد وتقدم إسهامات وتوفر مداخيل إضافية للمعهد. وبالنسبة للمداخيل، أشارت إلى أن بعض دول الجامعة العربية لا تقدم حصتها المالية للمعهد مما يجعل الميزانية لا تتعدى ال30 بالمائة من حصتها الكلية ولو توفر الدعم لأصبح المعهد الأكبر في العالم.بالنسبة للنشر، ففي سنة واحدة خلال الجزائر عاصمة الثقافة العربية، تم نشر 120 عنوانا وهو رقم لم يصل إليه أي معهد عربي، كما أن المعهد معترف به عالميا نتيجة تمكنه العلمي ومناهجه ومستوى الترجمة والمراجعات فيه، بل إنه أحيانا يصحح ترجمات رديئة ترسلها الجامعة العربية في شكل كتب، ناهيك عن الترجمات التي تتم هنا وهناك والتي لا ترق للمستوى المطلوب.. وهنا ذكرت كتاب كمال داود الذي ترجم ببيروت والتي شبهت ترجمته بالتشوه الخلقي.أكدت الضيفة أن العالم العربي يعيش ضبابية في مجال الترجمة وبالتالي يتوجب التكوين والتقنين فليس كل من هب ودب يصلح لأن يكون مترجما، والعالم العربي اليوم بحاجة لقوافل من المترجمين أمام الثورة الفكرية والعلمية التي ينتجها العالم يوميا، وتوقفت هنا عند الترجمة الآلية (قسم بالمعهد) التي هي دعم للمترجم وليست بديلا عنه.تحدثت السيدة إنعام عن سمعة المعهد في الوسط الأكاديمي الدولي كيف شهد خبراء من جامعة أكسفورد بمستواها.استغلت الضيفة حضورها للحديث عن مشاريع المستقبل منها الترجمة الموجهة للطفل الذي يعيش الفراغ حاليا وكذا إطلاق مجلة المعهد، فيما يخص الهجمة عليها، أكدت أنها لا تكترث لذلك وتؤكد أنها لا تفضل لغة على أخرى فاللغة وعاء نحوله كما نشاء متمنية أن يكون الجزائري والعربي بلبلا في اللغات.أجابت ضيفة «المساء» عن سؤال طرحته خاص بحضور المعهد في التظاهرات الثقافية العامة وأيضا مساهمته في ترجمة الأعمال الفنية والإعلامية، حيث أبرزت أن ذلك تم من خلال عدة تظاهرات منها ورشات ترجمة في الشعر بحضور الكاتب والمترجم، كما ترجم المعهد سيناريوهات عدة أفلام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)