الجزائر

نقدّر للقيادة الجزائرية مسار سياستها الخارجية المتوازنة


❊ التعاون الاقتصادي الروسي- الجزائري يتقدم بوتيرة جيدة والعلاقات الإنسانية في توسّعأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديره للمسار السياسي المتوازن للجزائر، مؤكدا أن بلاده تعتزم تكثيف التنسيق مع الجزائر بشأن القضايا الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية، خصوصا وأنها ستشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الفترة ما بين 2024 و2025.
في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" إثر مراسم تسلّم أوراق اعتماد مجموعة من السفراء الجدد أول أمس ، من ضمنهم سفير الجزائر بموسكو، بومدين قناد، قال بوتين إن "العلاقات الإنسانية بين البلدين تتوسع باستمرارّ، مضيفا في هذا الصدد "بالطبع سنكثّف التنسيق مع الشركاء الجزائريين بشأن القضايا الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية".
وفي الشق الاقتصادي، أبرز بوتين أن "التعاون التجاري والاقتصادي الروسي الجزائري يتقدم بوتيرة جيدة، حيث تجاوز حجم التجارة البينية ملياري دولار".
وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الجزائرية الروسية تطوّرا ملحوظا، عززتها الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روسيا شهر جوان الماضي، ودامت 5 أيام، حظي فيها باستقبال متميز، حيث كان الشق البروتوكولي لافتا من خلال حرص السلطات الروسية على إظهار الرئيس تبون في مقام "صديق الدولة" المضيفة.
كما اختار الرئيس الروسي آنذاك رئيس الجمهورية ليكون ضيف الشرف في "منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي"، لتسفر الزيارة عن توقيع "إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمّقة بين البلدين" والذي جاء ليعوّض "اتفاق الشراكة الاستراتيجية" الموقع بين البلدين عام 2001، في سياق الحرص المشترك لتكثيف و توسيع التعاون الثنائي بما يتماشى مع مستوى العلاقات التاريخية التي تمتد إلى أكثر من 60 سنة.
من هذا المنطلق، تشدّد موسكو على أن العلاقات مع الجزائر تحمل أهمية بالنسبة لها، وذات طبيعة استراتيجية، معتبرة أن اعتماد إعلان التعاون سيكون بداية لمرحلة جديدة أكثر تطورا في العلاقات الثنائية بين البلدين. وتعتبر روسيا الجزائر شريكا أساسيا لها في العالم العربي وإفريقيا، إذ يتجلى ذلك في التعاون العسكري والقضايا الدولية، على غرار دعم روسيا لتنفيذ اتفاق الجزائر للسلم بمالي، والتنسيق بين البلدين داخل مجلس الأمن.
وقد عكست زيارة رئيس الجهورية إلى روسيا حرص الرئيس تبون على تجسيد عقلانية السياسة الخارجية للجزائر التي تنبذ الهيمنة والقطبية والمصلحة المنفردة وترافع من أجل التوازن والعدالة، مع تمسكها بعدم المساومة في قراراتها السياسية، ووقوفها على مسافة واحدة من النزاعات لتظل بذلك مرجعا مفضلا وموثوقا في حل بؤر التوتر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)