الجزائر

نقاط ظل في الأزمة التونسية؟



نقاط ظل في الأزمة التونسية؟
الازمة السياسية الخانقة التي تمر بها الشقيقة تونس، تكشف على عاملين رئيسيين، أول هذه العوامل أن تراكمات سنوات الديكتاتورية ثقيلة وثقيلة جدا، على اعتبار ان سقوط نظام بن علي بتلك السرعة، جعل الشعب التونسي يخرج ما في جعبته مرة واحدة ويلقيها الى الشارع، فعقود الكبت السياسي والاجتماعي التي تفنن في مصادرتها النظام البائد، تفجرت بشكل غير مسبوق وأصبح البلد يعيش على نسائم الحرية وتفجير الطاقات، وتعدد البدائل والخيارات.
اما العامل الثاني الأكثر فعالية وتأثيرا في المشهد التونسي وفي أزمته الحالية، فهو يتعلق بالمواطن التونسي الذي يرفض بأي شكل من الإشكال العودة الى سنوات الظلام والديكتاتورية والقهر تحت أي مسمى كان وفي أي ظرف، فالتضحيات التي قدمها أشقاؤنا في تونس من اجل الحرية، لا يمكن أن تصادر من أي طرف سياسي ولو كان حركة النهضة التي تم انتخابها بالأغلبية النسبية، وهنا مربط الفرس، فحركة النهضة التي تولت قيادة البلاد بعد بن علي انغمست في نشوة الانتصار وفهمت خطاء أن الأغلبية التي منحها لها شعب ظل يبحث عن عدالة اجتماعية وحرية وديمقراطية، ستمكنها من فعل تمرير مخططاتها دون الاعتبار لأي طرف سياسي ..وهنا بدا الاصطدام السياسي.
صحيح أن التونسيين انتخبوا حركة النهضة، وصحيح أيضا أن هذا الشعب منحها فرصة، لكن الصحيح أيضا أن التوانسة غير مستعدين للتنازل على مكتسبات حققوها منذ استقلالهم عن فرنسا الاستعمارية ومن تلك المكتسبات، حرية المرأة، تلك الحرية التي شكلت على مدار العصور واحدة من ابرز صخور العمل النضالي، كذلك النمط المعيشي التونسي المنفتح على الآخر بهدوء وسلام، وتلكم بعضا من الحقوق التي أرادت النهضة واذرعها الخلفية من سلفية وغيرها مصادرتها...هذه بعضا من جوانب الأزمة السياسية في تونس، فهمها الجبالي، ويتجاهلها الغنوشي...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)