الجزائر

نقاش مفتوح كلام بن عيشة عن معمّري مثل تصريح بن بلة عن آيت أحمد


التكريمات في أيامنا هذه، صارت موضة، وأمست سخية جدا، تُسدى بمناسبة وبدونها في الاتجاه المراد، ويكرّم الواحد مرارا في حين يُنسى آخرون، وهم أهل لكل تقدير، لا علينا، ولنهنئ بدورنا الأستاذ الطاهر بن عيشة، ولنثمّن تكريم كل من كتب حرفا للثقافة أو أبدى رأيا.
اللافت في الدردشة التي أجراها الصحفي مع الأستاذ، هو رأيه (ولو عرضا) في نقطتين:
الأولى: تسمية أحد أبنائه (زهيرا) باسم زهير بن قيس البلوي قاتل الكاهنة، لم يقل الأستاذ حسب الصحيفة، أن الإسلام انتشر في الجزائر، وبلاد المغرب، بفضل ''جهاد'' زهير بن قيس، وآخرين مثل أبي المهاجر، وعقبة، وحسان بن النعمان، وموسى بن نصير، واقتناع السكان أخيرا. ولم يقع اختياره على اسم من أسماء أولئك القادة الذين بعثوا الفقهاء يعلمون السكان، مبادئ العقيدة الإسلامية، هو اختار فقط (قاتل الكاهنة)! وكأنه يريد ترسيخ الفكرة القائلة بأن الإسلام انتشر بالسيف، وكأن دعوة الإسلام التي اكتسحت إمبراطوريتي الفرس والروم، كانت ستعطلها وتقف في وجهها الكاهنة لوحدها!
وماذا لو علمت بهذا التصريح جمعيات حقوق الإنسان اليوم، فربما اعتبرته ''تحريضا على العنف'' ولو بأثر رجعي؟!
فرجاءً، دعوا العجوز المحترمة تنام في هدوء، ولا تزعجوها في قبرها، كما فعل الذي زعم أن إقامة تمثال لها في بغاي بخنشلة هو بمثابة إقامة تمثال لأبي لهب في مكة!
الثانية: مولود معمري ''كان قبائليا أكثر منه جزائريا ووطنيا'' هذه العبارة ورد مثلها في الصحافة منذ فترة نقلا عن تصريحات لرئيس أحمد بن بلة في حق حسين أيت أحمد، إنه بقطع النظر عن القناعات الإيديولوجية والإنتماء السياسي لكل شخص- ماهو العيب في أن ينتسب الرجل إلى عائلته وعشيرته وقومه، الأقرب فالقريب فالذي يليه... حتى يصل إلى المستوى الوطني، أو الدائرة الوطنية الواسعة؟ هذه هي الطبيعة البشرية والفطرة التي فطر عليها الإنسان، الإمام ابن باديس (الصنهاجي) كان يؤمن بدوائر: الجزائر- العرب- الإسلام- الإنسانية عامة، ولم يدّع يوما أنه إنساني عالمي قبل أن يكون جزائريا.
ورجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانوا ينتسبون، كلٌّ إلى قومه وحفظ الناس أسماءهم هكذا''البشير الإبراهيمي، العربي التبسي، محمد الغسيري، وفلان.. الدراجي يوسف اليعلاوي، ألم يكونوا وطنيين مخلصين ومواطنين سعوا جهدهم في الصالح العام؟
إنما كانوا يتحلون بسلامة الفطرة ومسايرة طبائع الأشياء، فلماذا يراد لنا النفاق أو خلط المفاهيم؟ بينما الحقيقة الواقعة في المجتمع تؤكّد أن من لا يكون له نسب في عشيرته ومكانة في قومه لن يكون وطنيا بالمعنى المتعارف عليه، إلا إذا أردنا عكس الحقائق.
والتربية السليمة هي التي تعلّمنا التكامل بين هذه العناصر المكوّنة للشخصية، وليس التناقض فيما بينها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)