نقاش حول خير الدين بربروس ونشأة الدولة الجزائرية

تواصلت، أول أمس، فعاليات الملتقى الدولي بجامعة بجاية، حول الذكرى 500 لوصول الإخوة بربروس إلى الجزائر، من تنظيم المركز الوطني للأرشيف بمشاركة الأرشيف الوطني التركي وجامعة عبد الرحمان ميرة ببجاية، بحضور مختصين وباحثين، وكذا سفير تركيا أقور أونال ووالي الولاية.يهدف هذا الملتقى إلى رسم خريطة تعاون، في مجال الدراسات التاريخية بين الجزائر وتركيا، بعنوان الملتقى «خير الدين بربروس ونشأة الدولة الجزائرية في القرن السادس عشر».وفي خلال المحاضرة التي ألقاها، أكد نصر الدين سعيدوني من جامعة الجزائر، ‘الوجود العثماني بالجزائر لا يمكن أن نجعله احتلالا، وإنما هي الوحدة من خلال التكامل، كما يمكن اعتبار ذلك بالظاهرة التي منحت التكامل مقدمة النموذج اللائق لإعطاء الخصوصية لكل جهة، وذلك للدفاع عن الجزائر جنبا إلى جنب بمجابهة المحتل الإسباني، الذي دخل مدينة بجاية سنة 1510بعدما دخل في أول وهلة سواحل وهران سنة قبل ذلك، رغم التساؤل القائم حول كيفية تحطيم الأسطول البحري الجزائري، في معركة «نافارين» الشهيرة سنة 1827، كما تتسم هذه المرحلة من تاريخ الجزائر بفترة لا سلم ولا حرب حسب المختصين.ومن جهته، أشار الأستاذ شكيب بن حفري، أن التواجد التركي بالجزائر لم يكن فقط مع وصول الإخوة بربروس، و إنما سبقهم الأميرال ،«بيريريس» الذي أقام ببجاية، وترك كتابا حول المغرب في القرن السادس عشر، وذلك في عهد السلطان «بايازيد الثاني» سنة 1492، حيث تم إرسالهم في مهمة بحرية، للتعرف على الوضعية الجيوسياسية في الحوض الغربي للمتوسط، وخاصة بعد وصول رسائل النجدة، فقام الأميرال «بيريريس» برسم كل الخرائط وتدوين الرحلة البحرية، التي كانت سرية في الأصل في كتابه المشهور «كتاب البحرية»، ويكفي أن نقول أن «بيريريس» أقام ببجاية حوالي شتاءين، وتعرف على الصوفيين بها، وكتب كتابا من أروع الكتب حول المغرب في القرن السادس عشر.ونوه الجميع بضرورة إعطاء الأهمية القصوى لهذه المرحلة، مثلما بدأ ذلك سنة 2004 إلى غاية 2010 حين قام الأتراك بإصدار كتاب عبر الانترنت والمسمى، «الجزائر عبر الأرشيف»، وهذا بعدما تم استغلال الكم الكبير بمركز خاص بتركيا، والذي يضم 150مليون قطعة حسب مديرها العام.