الجزائر

نفى أن تكون الأحداث التي تمر بها ربيعا، محمودي يؤكد: الدول العربية تعيش خريفا عربيا يمهد لشتاء قاس



أكد السيد عبد القادر محمودي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أن الثورات التي عاشتها بعض البلدان العربية ولا تزال تعيشها إلى حد الآن لا يمكن تسميتها باسم “الربيع العربي”، لأنها لا تحمل في واقعها مشاهد الربيع بل هي “خريف عربي” أدت وستؤدي نتائجه حتما لشتاء محتوم قاس وعاصف غير مرغوب فيه.
وفي ندوة نظمتها جريدة “المجاهد”، أمس، قدم المتحدث قراءة لكتابه الأخير الصادر بعنوان “الثورات العربية، فهم ورد فعل”، حيث تناول الكاتب الذي حرر كتابه في شكل حوار مع شاب عربي، الأسباب التي أدت إلى هذه الانقلابات في الدول العربية، داعيا المثقفين والباحثين في علم الاجتماع والسياسة والخبراء في مجال الجيو استراتيجية والجيوسياسة، لفك رموز هذه الانقلابات التي لا تزال تعيشها بعض البلدان العربية للوصول إلى فهم عقلاني للحاضر والتوجه بعزم نحو المستقبل.
وعبر السيد محمودي عن رفضه لمفهوم الثورات العربية، لأنها أدت وستؤدي إلى شتاء قاسي وليس إلى ربيع كما كانت تتوقعه شعوب هذه البلدان عندما ثارت.
وأضاف المتحدث، أن مختلف الأنظمة السياسية في البلدان العربية التي عرفت وتعرف ثورات لا تحظى ب “شرعية داخلية ولا تأييد داخلي، ولكنها بقيت في السلطة طيلة عقود بدعم من قوى أجنبية رأت مصلحتها في بقاء هذه الأنظمة، ولكنها عندما تأكدت أن الحراك الشعبي سيطيح بها، غيرت موقفها من هذه الأنظمة وبدأت تطالبها بالرحيل”.
وانتقد السيد محمودي جامعة الدول العربية التي لم تقم -حسبه- بدورها منذ تأسيسها ولم تحم مصالح أعضائها، والتي كان من المنتظر أن تكون فضاء للتعبير الحر لإيجاد حلول لمختلف المشاكل العربية. مؤكدا، أن عددا كبيرا من الدول الأعضاء في الجامعة ظلت مواقفها متحدة الإتجاه مع السياسات الغربية فيما يتعلق ببعض المسائل العربية، بحيث ظلت مواقف الجامعة العربية محركة من طرف قطر والعربية السعودية سواء في معالجتها للقضية الليبية أو السورية ناهيك عن غيابها التام في معالجة قضية البحرين واليمن.
وفي هذا السياق، أفاد المتحدث أن النزاع الاسرائلي - الفلسطيني ومنه النزاع العربي الإسرائيلي ترك مكانا منذ معاهدة كامب ديفيد إلى يومنا هذا لما أسماه ب “النزاعات العربية العربية” ول “النزاع بين الفلسطينيين في حد ذاتهم” ولا زال يفتح مجالا لخطر النزاع “العربي الإيراني”، بسبب التغيير المسجل في المواقف السياسية لبعض الدول العربية.
ودعا المتدخلون في هذا اللقاء، إلى استخلاص الدروس من التاريخ وإيجاد الأجوبة الملائمة لتوضيح المواقف وتفادي السقوط مرة أخرى في الفجوات التي كانت سببا في فشل الوحدة العربية، وللتخلص من الضغوط الأجنبية والتبعية للدول الغربية التي كانت مستعمرة لهذه الدول في الأمس.
وتوقف السيد محمودي عند الخطاب المزدوج للدول الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تؤيد فيه باريس المعارضة المسلحة في سوريا، بالرغم من أن هذه المعارضة تتشكل أغلبيتها من التيار الإسلامي أو ما تسميه الدول الغربية ب “الجهاديين” السورين والأجانب، وسرعتها للتدخل العسكري في مالي من أجل محاربة الإرهابين الإسلاميين أو هؤلاء الذين تسميهم ب “الجهاديين”.
كما تساءل المتحدث، عن سبب تواجد الإرهاب في هذه المناطق مثل مالي وغيرها من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية والتي تشكل أطماع البلدان الغربية التي تتحجج بمساعدة هذه البلدان، في حين لم تساعد بلدان أخرى فقيرة وليس لها ثروات طبيعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)