الجزائر

''نفطر في الغابات على الماء والتمر'' ''الخبر'' في ضيافة رجال الإطفاء بفالمة



يقول العياشي عبد الوهاب، ضابط التدخلات بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية بفالمة: ''في رمضان ننسى أننا صائمون، نعمل ساعات النهار والليل، أحيانا نفطر في الغابة على الماء والتمر. عملنا القائم على إنقاذ الأشخاص، الحيوانات والمحافظة على الممتلكات، يضعنا في مواجهة الأخطار، ويبقى إخماد حريق وانتشال غريق من الموت وتقديم إسعافات تبقي على قلبه نابضا حتى يصل للمستشفى، منتهى غاية واجبنا، فنقطع صلاتنا في سبيل الامتثال لصفارة الإنذار''.
وعن ظروف العمل في رمضان، يقول العياشي: ''لا يختلف رمضان في شيء عن باقي أشهر السنة، سوى فارق درجات الحرارة التي تجعل العمل شاقا، ومع ذلك ففي رمضان أنسى أنني صائم، أعمل ساعات النهار والليل، وأبقى على أهبة الاستعداد لأي طارئ، وأحيانا تحتم الظروف أن أفطر في الغابة على الماء وحبات تمر. أبدأ يومي وككل الأعوان بتبادل المهام والعتاد بين الفصيلة التي أنهت مناوبتها والتالية، وعملية تفتيش العتاد والتأكد من سلامته ونظافته، وهذا وفقا لبرنامج عمل يومي مقرر من المديرية العامة''.
ويروي الضابط حادثا في رمضان العام الماضي، ومشاركته في الرتل المتحرك بإقليم عنابة، قال ''قضينا فترة ممتدة من الساعة العاشرة صباحا، وأنهينا إخماد الحريق مع اقتراب موعد الإفطار، وكان عمل اليوم مقسما على مجموعة من الفرق الصغيرة، وهذا حتى يتسنى لهم إخماد النيران''، مشيرا إلى إمكانية استبدال الفرق بأخرى في الحرائق الطويلة الأمد، مراعاة لضعف مجهوداتهم في مجابهة النيران. وأضاف ''قمت بتسيير فرقة تتكون من قرابة 30 عونا، توغلنا في الغابة واخترنا زاوية قمنا بإطفاء النيران فيها، ثم انتقلنا لمساعدة باقي الفرق، وهذه الظروف القاسية جدا تضع الأعوان دائما في مواجهة مع الخطر، رغم أن عملهم يقوم على مساعدة الآخرين وتأمين سلامتهم''.
ويواصل العياشي حديثه: ''وبعد يوم حار ومتعب للغاية نقضيه في إخماد الحريق، فإن العودة إلى الثكنة لا تعني الخلود للراحة، ولكن الجو العائلي الذي نرسمه مع بعضنا في شهر رمضان، من إفطار جماعي وتأدية لصلاة التراويح، ينسينا بعض التعب. ويبقى العون على يقظة تامة تأهبا لكل طارئ، حيث نداء الواجب يحتم أحيانا علينا قطع الصلاة والانصياع لصوت صفارة الإنذار، فإخماد ألسنة اللهب وإنقاذ شخص من الموت وتقديم الإسعافات له، حتى يصل حيا للمستشفى، شعور لا يمكن أن أصفه لأحد وهو منتهى غاية واجبنا، فهناك أشخاص أنقذناهم وذووهم ما زالوا يتصلون بنا لحد اليوم ويبدون امتنانهم لنا''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)