الجزائر

نفاق الغرب وذلّ العرب!؟



نفاق الغرب وذلّ العرب!؟
قرأت أول أمس خبرا في صحيفة فرنسية بأن سيدة خليجية حضرت رفقة زوجها حفل الأوبرا مرتدية النقاب وجلست في الصف الأول، الأمر الذي لم يعجب المشرفة على الحفل، فطلبت من أحد أعوانها أن يطرد هذه السيدة. وهو ما قام به فعلا، حيث ذهب إلى الزوج وطلب منه أن تغادر السيدة القاعة لأن الفنانين رفضوا أن يعرضوا أمام امرأة تخالف القانون. ولم تشفع للزوج الأموال التي دفعها من أجل حضور الحفل، حيث أن التذكرة تفوق قيمتها ال100 يورو. ولم يجد الزوج من حل إلا اصطحاب زوجته والمغادرة دون أن يطلب تعويض التذكرة. ولم يحتج على الإهانة!ولكن المؤلم في كل هذا أن إدارة الأوبرا لما علمت بالقضية، لم تشعر بالندم ولا حتى وبّخت المسؤولين عن هذه الإهانة التي ألحقت بالسيدة. وكان بإمكانهم منعها من البداية. وإنما أعطتهم - الإدارة - تعليمات بأن يتعاملوا مع هؤلاء - الخليحيين - بحذر لأنهم أثرياء والأوبرا في حاجة لأموالهم!؟نعم لم تتأسف دار العرض التي تمثل ماهو راق في فرنسا والغرب ولم تخجل من فعلتها، تأسفت فقط على ما يمكن أن تخسره من مداخيل من هؤلاء الأثرياء. ولا بأس أن يداس القانون الذي تتحجج به!؟الأمر ليس بالجديد عند هؤلاء، فهم لا يرون في العرب إلا براميل للنفظ وصكوكا بالعملة الصعبة، وليسوا بشرا يمكنهم أن يتذوقوا الفن، ويتقاسمون مع العرب بعض الاهتمامات والأحاسيس، ولا بأس أن يهينوهم فقط وألا يخطئوا مع الأغنياء منهم!؟فهل لو كانت السيدة يهودية ترتدي لباسا تقليديا كانوا فعلوا معها ما فعلوا مع السيدة الخليجية التي حتى لم يكلفوا أنفسهم ويعيدون لها مالها، فأين هي مبادئ حقوق الإنسان من كل هذا؟!ما أعابوه على النازية التي كانت تطارد اليهود في دور العرض يمارسونه اليوم مع العرب. فنحن لا نستحق في نظرهم ثرواتنا ولا يحق لنا ما يحق لهم!لا تدخل المنقبة الأوبرا ويرفض الفنانون العرض أمام سيدة ترتدي الأسود، لكن لا بأس أن تعري ليدي ڤاڤا مؤخرتها في دبي وأن تعرض كيم كاردشيان مفاتنها أمام حضور عربي “فاغر فيه” في الإمارات، وكذلك تفعل كل عاهرات أمريكا وأوروبا مقابل الدولار الخليجي، لكن تطرد سيدة من حفل لا لشيء إلا لأنها منقبة!؟لا أقول هذا دفاعا عن النقاب أو الحجاب، فرأيي فيه واضح، لكن لأفضح نفاق الغرب تجاه كل ما هو عربي، لكن عندما يتعلق الأمر بالمال تداس القيم والقوانين، بل “يلحسون” الأرض أمام الدولار فيما يشبه الدعارة، فالعربي لا يستحق الاحترام في نظرهم إلا عندما يزن الملايير.صاحبنا لم يحتج على إهانة زوجته، لأنه في قرارة نفسه يدرك أنه ليس من حقه أن يفرض على هؤلاء احترام عاداته، فهو آت من بيئة لا تعرف معنى الدفاع عن حقوقها، وهذا ما شجع صاحب الأوبرا على طرده دون الخوف من أن يثير هذا التصرف أي رد فعل!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)