نعيمة سي محند تكشف علاقة معاني الآيات برقم تسلسلها في السور

*- في كتابها "من إبداع الله في ترقيم آيات القرآن الكريم"قدمت الباحثة نعيمة سي محند، بالفضاء المتعدد التقنيات، التابع لمؤسسة فنون وثقافة، وأمام جمهور مقبول من رواد النادي الثقافي، مداخلة حول كتابها الصادر حديثا والموسوم "من إبداع الله في ترقيم آيات القرآن الكريم"، محاضرة تزامنت مع شهر ربيع الأول الذي تزينه ذكرى ميلاد رسول البشرية جمعاء عليه الصلاة والسلام.هو بحث جدير بالتشجيع والمتابعة، اعتمدت فيه ابنة منطقة عزازقة على بعض المنطلقات القرآنية، وكشفت فيه العلاقة الكائنة بين معنى الآية ومدلولها ورقمها في السورة. فآيات القرآن تقول نعيمة مرقمة ومفصلة من عند الله سبحانه، تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين، كتاب أحكمت آياته وفصلت من لدن حكيم خبير، وهو "كتاب فصلناه على علم"، فبذلك كل رقم آية يحمل معلومة مكملة لمضمون الآية، كل آية مرقمة بحسب مضمونها ليكون بذلك الرقم من آيات الاعجاز في القرآن."وما أدراك ما سجين، كتاب مرقوم"،"وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم".لا تدعي الباحثة أنها ألمت بجميع الكتاب المنزل لكنها قد غرفت فقط غرفة من معين هذا البحر الزاخر الذي لا ينضب. "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا" الكهف 9، لترقم هذه الآية بالرقم 9 وهي آية المعجزات "العجب"، والرقم 9 هو رقم الإعجاز أو المعجزة.من المنطلقات القرآنية، الذرية والظلمات الثلاث، ففي خلق الإنسان يقول سبحانه وتعالى في سورة "الزمر"، "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا بعد خلق في ظلمات ثلاث" لأجل ذلك معظم آيات القرآن التي تتحدث في الولد أو بمعنى الذرية، مرقمة بالرقم 3 نسبة للظلمات الثلاث. كما في الآيات "ووالد وما ولد" البلد آية 3، "وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم" النجم 32، "وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا" مريم 32، "والسلام علي يوم ولدت ويم أموت ويوم أبعث حيا" مريم 33، "وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله" لقمان آية 13، 3 للبنوة و1 للتوحيد. كما أن رقم 3 يدل على الثمرة، فالذرية ثمرة الزوجين والثمرة آية التزاوج في الطبيعة، "وفاكهة كثيرة" الواقعة 32، "وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون" 33 يسن أية 33. آيات الماء "وجعلنا من الماء كل شيء حي" 30، الماء متكون من 3 ذرات، ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين. "فإذا أنزلنا عليها الماء أهتزت وربت" فصلت 39 ، 9 رقم المعجزات و3 رقم الماء، هي معجزة الماء. كما أن الرقم 3 هو رقم الطهارةسورة الكوثر عدد آياتها 3، "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا" النساء 43، "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" الأحزاب 33، نزلت في أهل بيت النبي خاصة، علي وفاطمة والحسنان، وهو التطهير المطلق. كما الرقم 3 هو للطهارة من الذنوب، "وما يدريك لعله يزكى" عبس 3، طهارة نفسية معنوية ودينية." الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" النمل 3، "وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه" هود 3.خلال متابعة كتابها الذي يقع في 324 صفحة، تناولت الأرقام الأخرى 5 الذي يشير إلى القواعد الخمس والعبادات عموما، والرقم 6 الذي يشير إلى الرؤية، ومقياس الرؤيا يعتمد عالميا على 6 على 6، والآية "فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا" 96 ، 6 للرؤية و9 المعجزات. "ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون" يس 66. "إهدنا الصراط المستقيم" الفاتحة 6. وهناك ترقيم آية العظم 7، والرقم 2 هو رقم الثنائيات، وآيات الملك والسلطان ورقم 8، 4 رقم آية العروج. كما تعرضت الباحثة إلى الآيات ذات الرقمين وأعطت مثالا أن التوحيد الممثل ب1 إذا أضيف إليه العبادة الممثلة ب 5 أعطى الصراط المستقيم وهو رقم 6.عموما البحث جميل وشيق، ولا يغني عنه مجرد الحديث العابر بل القراءة المتأنية للكتاب.لو لم يكن لبحث نعيمة غير الاعتناء بقراءة آيات القرآن الكريم ومحاولة تلمس معانيها، لكان ذلك حسنة تحسب لها، أما وأنها تحاول التنقيب والتفتيش لتربط بين ترقيم الآيات ومدلولاتها فتلك حسنة تضاف إليها، ثم أنها ستدفع حتما الكثير من القارئيين لكتابها ممن يدفعهم الفضول لمحاولة التحقق من مزاعمها والوقوف عند صحتها، وهي مع ذلك لها أجر المجتهد وكانها تشير إلى معنى الآية الكريمة "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" السورة الآية.للعلم فإن نعيمة سي محند، هي باحثة في آيات القرآن الكريم، وهي متخصصة في الإعلام الآليصدر لها كتابها "من إبداع الله في ترقيم آيات القرآن" في القاهرة عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي لرئيس مجلس إدارتها عادل المصري، وقد شاركت به مؤخرا خلال الصالون الدولي ال21 للكتاب، وقد تم نشره بعد ستة أشهر من تنقلها إلى مصر واستطاعت أن تلتقي بشيخ الأزهر الشريف لتعرض كتابها عليه من أجل الموافقة، وقد أعجبه الموضوع، ولأن الكتاب هو بحث جديد ولا يتعلق إلا بربط العلاقة بين الرقم والمعنى في الآيات، قال لها الشيخ الازهري أنها لا تحتاج إلى موافقته ولها أجران إن هي أصابت.