عرف الفكر البشري تصدعات على مستوى التنظير والممارسة الواقعية، ولعل عودة سؤال البيئة وأزمتها إلى واجهة الاهتمامات، يعكسُ إلى حد بعيد هذا التصدع، فالأزمة البيئية أصبحت تنخر الوعي البشري، وعجلت بالبحث وبنهامة عن الأدوية التي تمكن البيئة المريضة من الشفاء، والعمل لإعادة الاخضرار لأرجائها، ونظراً للتخبط الذي وقعت فيه دوائر القلق الفلسفي والباحثة دوما عن آليات الاستقرار الفكري، توجهت العديد من الأقلام، والتي توسلت بالطابع العلماني السالخ للقداسة عن منظومة الحياة، إلى اتهام المقدس على أنه سبب الفجوة بين الإنسان والطبيعة، وهذا ما قلل في اعتقادهم من مسؤولية الإنسان نحوها، تحت حجة أن المقدس ربط مفهوم البيئة بمفهوم الدنيا والتي هي الفانية في مخيلة الإنساني الديني من الناحية القيمية والإبستيمولوجية. وعليه، حسب هذه الدراسات ـ فإن التعاليم الدينية شكلت منعرجا في سلامة البيئة، وأمام هذه التجاذبات الفكرية فإنه من الضروري مراجعة آليات هذا الاتهام، والبحث عن الكيفية التي بواسطتها جرى تشغيله واستقباله، واستشراف مستقبل هذه الدعوات، ومآلتاها القيمية والإبستيمولوجية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - دلوم هشام
المصدر : مجلة الآداب و العلوم الإجتماعية Volume 14, Numéro 1, Pages 319-330 2017-06-01