تلك مشكلة إذا وفق العقل لحلها فقد هانت بعدها المشاكل، وانجلى كل لبس وإبهام.أننا لنقترب بك إلى هذه المشكلة ونحن نقدم رجلا ونؤخر أخرى، أما أوّلا فلأنّ حلها عسير، ومزالق الفكر فيها كثيرة، وما لم يكن عون من الله تعالى أيّ عون فلا أمل في الوصول إلى وجه الصواب فيها.وأما ثانياً فلأن المغامرة في بحث هذا الموضوع قد تكون مثار غارة يشب نارها أولئك الذين لا يعرفون إلا صورة جامدة، ليس للعقل أن يحوم حولها ولا للرأي أن يتناولها:ولكن نستعين بالله تعالى، ونرجو منه جل شأنه حسن التوفيق، عسى أن نكشف لك ما غمض، ونفتح عليك ما استغلق، ونصل بك إلى الحق الواضح الغرة، إن شاء الله.فاعلم أن المسألة الآن هي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب دولة سياسية ورئيس حكومة كما كان رسول دعوة دينية وزعيم وحدة دينية أم لا؟الباب الثاني: الرسالة والحكم1/ لا يهولنك البحث في أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ملكا أم لا، ولا تحسبن أن ذلك البحث ذو خطر في الدين قد يخشى شره على إيمان الباحث، فالأمر، إن فطنت إليه، أهون من أن يخرج مؤمنا من حظيرة الإيمان، بل أهون من أن يزحزح المتقي عن حظيرة التقوى.وإنما قد يبدو لك الأمر خطيراً لأنه يتصل بمقام النبوة، ويرتبط بمركز الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه على ذلك لا يمس في الحقيقة شيئاً من جوهر الدين، ولا أركان الإسلام.وربما كان ذلك البحث جديداً في الإسلام لم يتناوله المسلمون من قبل على وجه صريح ولم يستقر للعلماء فيه رأي واضح، وإذا فليس بدعاً في الدين، ولا شذوذاً عن مذاهب المسلمين، أن يذهب باحث إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رسولاً وملكا، وليس بدعاً ولا شذوذاً أن يخالف في ذلك مخالف، فذلك بحث خارج عن دائرة العقائد الدينية التي تعارف العلماء بحثها، واستقر لهم فيها مذهب، وهو أدخل في باب البحث العلمي منه في باب الدين فأقدم ولا تخف، إنك من الآمنين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com