ابتداء.. أؤكد أن هذه النصيحة لم توجه لي.. بل قدمت لكاتبة صحفية ما.. يبدو أنها لم ترسل على موجات الناصح (الأمين).. فقال لها بالحرف الواحد: (أنصحك يا فلانة.. أن تبتعدي عن الموضوعات الدينية.. فقد تحرقك أنت أيضا.. دعي الأمر للأئمة.. فمشكلة الجزائر أن لكل جزائري مفتيا خاصا به).
هذه هي النصيحة بنصها المترجم.. أما بروحها فهي عبارة عن خدمة مجانية.. يقصد بها الطعن في الدين.. وإن من طرف خفي.. فالنصيحة تتضمن تدليسا حسابيا.. ولونا من المغالطة الرقمية التي يجيدها الأفّاكون.. أليست الجزائر من بين البلدان الإسلامية القليلة.. التي تفتقر إلى مفتٍ.. مفتٍ واحد فقط.. فما بالك أن يكونوا بالملايين!
هذه النصيحة المسمومة.. تفوح منها رائحة لائكية تزكم الأنوف.. ترد في سياق التحامل على الإسلام.. ووصفه بدين القرون الوسطى.. وبالخبرة لا تستغرب الجاهلية الجديدة من اللائكيين.. الذين اعتادوا القفز في الظلام.. فكل ما هو لائكي.. هو بالضرورة مضر بالصحة العقلية والنفسية للإنسان.. ولهذا السبب تتحول الفتوى اللائكية إلى وباء يفتك بضحاياه.
***
إن المفتي عالم دين بالدرجة الأولى.. ومقامه الزاكي ينبع من كونه.. يضيء الدرب للمؤمنين.. أما من اختار الإلحاد.. فلا يعدم من يزين له الانحراف ويدعوه إليه.. كحال هذا الناصح المفتري.. فمتى كان الدين ليحرق الناس.. وهو الذي يستنقذهم من النار؟
إن ما يحرق الناس هي هذه الفتنة التي ينفخ فيها أعوان إبليس.. ويجرون إليها خلق الله من الجزائريين.. ومن غير الجزائريين.
المسلم غني عن كل نصيحة مغشوشة.. تلك التي قدم الشيطان مثلها لآدم عليه السلام.. وأقسم عليها.. فكانت النتيجة أن أسرع بهما خارج الجنة.. في يوم واحد!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عيسى جرادي
المصدر : www.elbilad.net