الجزائر

نصوص تحاكي الحياة والحرية والإنسانية



في شكل كتاب جيب يحمل بين ثناياه 67 قصيدة، نصا هو شوق وتوق وتعبير عن خلجات الوجدان، وازدان الكتاب بلوحة "خاليص جاد". أهدت ديوانها إلى أصدقائها الحقيقيين والتخيلين الذين يتتبعون أشعارها ويبعثون لها بوارق الأمل ويحمسونها.جاء في مقدمة الكتاب بقلم عمار اكرمي وهو شاعر تونسي "تواصل فايزة رحلتها والكتابة الشعرية وفيضها المتدفق في ديوانها الرابع هذا اكتب أيضا أغاني لطيفة وسعيدة وأخرى تعيسة..لا شيء يعدل الكلمة المحفورة المنقوشة لان كل كلام أيل للزوال، وهي مغامرة ورحلة للذوق الرفيع مع نصوص الشاعرة لاستكشاف عوالم فايزة الشعرية، نفس متحرجة تواقة للحرية ومن تم يكمن جمالها، وهي كائن حساس قريبة من الإنسان ومما يعيشه، فكم من الأغاني والألحان تعزفها ألتها الرقيقة متسائلة عن مصادر حزنها، وما هو هذا الاضطراب الذي يعكر صفو حياتها وهدوئها، هي تشتكي وحتى الحب أيضا له أسبابه حول حالتها النفسية، من هذه الرغبة هذا الجنون التي لا تستطيع إيقافه".الحياة وسيرورتها آثرت على الشاعرة فرحيل شقيقها الذي تصفه ب«شمسها اللطيفة" وبعض أهلها جعل منها تتواصل معهم من خلال أبياتها وكلامها. وهي كامرأة تتقاسم مع نظيراتها الألم الذي يلحق المرأة جراء عنجهية وتسلط الرجل وهي تردد "اصرخي وغني بقوة، تعلمي قولة لا ". ولمن ينون الحرقة ويرون فيها ملاذا ومخرجا تعلنها صراحة "..ذاك الذي يبدو هناك لامعا ليس أبدا بوطن"، وبالتالي فهي لا تنسى وطنها وجزائرها الجميلة التي تخصص لها نصوصا تتدفق حبا وتعلقا" جميلتنا و لطيفتنا الملكة"، "أنت أمنا ووطننا"، وهي تدعو من خلال ندائها المتكرر للتضامن وللتحلي بالحس المدني والالتزام من أجل أنقاض الوطن، بالإرادة القوية والعمل الدؤوب القوي. وهي تحن وتدعو إلى إسلام أبيها وتنبذ العنف والتطرف الذي ترك أثاره، الدين الذي هو قوة لطيفة ننسجها والأنام جميعا سلام ومحبة. وهي كشاعرة ملتزمة تنبذ الحرب التي تسبب الآلام والشرور، و فلسطين حاضرة في نصوصها "ستحررين .. بذرة أنت أبدا لا تزول"، وترى في سورية ووضعها فهي تتعافى وتولد من جديد "قاومي من اجل البقاء". وان طغت التشاؤم الذي يكتنف بعض نصوصها إلا أنها تحاول مسحها وإلغائها بمسحة تفاؤل جديد فهي تطلب "نسيان الشناعة ، البكاء والشجن" وتدعو الى الفرح والحبور.في قصيدة "غني قيثارتي" تقول "غني قيثارثي غناء كل امرأة ، ألوانها التي ترتديها، على رأسها ..فوق ظهرها ..في نفسها، غني الأمل وكل أنواع الصمت، غني ثوراتك وما يؤرقك، ما يؤرقك لكن لا يحولك، غني الحب للبلد الجزائر، الفرح ضد الضجر، غني نوتاتك المحددة ضد النسيان، غني كآبتك وحنينك، إضاءات الفجر، الرغبة التي تلتهمك، غني قيثارتي، سيمفونية البسمات، وكذا الرغبات والهذيان". تتعدد العناوين وكذا المواضيع في الديوان "نفس الشاعر" نفس متحرجة نفس متشظية، دائما أنت في سفر بحثا عن جنونات وعن زوابع، بقلب شاعر، باحث عن الحنين، في كؤوس الثمالة وترتوي مع الغياب في ظلمات السكون، الذي يحي ألامك، أيتها النفس الحرجة المتشظية، تغرقين في لجج الكلمات، للتداوي من ألامك، تعطيها صوتا وموسيقى، لتشدو أفراحك، وتقويها بالألوان أين تتيه قيودك، ترسمين الطريق، تارة ضباب وتارة صفاء وفرح، وفيه تتهين، تغنين وتبكين، وتعظمين الرغبة. كتبت عن الجزائر، وعن البحر وموسيقاه، بلاد القبائل، وعن الحاجة للرغبة والشغف، وعن حلم مدينة جميلة فاضلة، عن الوحدة، عن المرأة، الأم، عن الواحة، الأرض، عن الإسلام، الأمل،الذكريات، الحرقة،الفنان وختمت بالكتب. تقول فايزة ان ألتها الوترية تشدو المحبة والإنسان، النور والحنين، الجراح والأفراح، الوطن والسخط والنقمة على الظلم. عندما يؤول كل شيء الى الصمت الكلمات المحظورة في الزمن الوقت تحكي ما كان ويبقى قويا وتتواصل حكاية اللحن والشذو والغناء. وتحمل على أوتارها الأمل والتفاؤل الذي تزرعه بحكمة متناهية، غناء كيثارتها هو شدو مزركش الالوان متعددها تماما كما هي الحياة.تكتب فايزة اسطمبولي تحت اسم مستعار "فايزة أستاني" وصدر لها تحت هذا الاسم "أمواج" لدى دار المعرفة، لديها ليسانس في علم النفس السريري الاكلينيكي، تسكن في مدينتها الاثيرة البليدة مسقط رأسها، تحصلت على الجائزة الاولى في مهرجان "الرابطة الوطنية لمدرسي الفرنسية بالجزائر" في 2006.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)