الأستاذة صافي محمد مظهر أحمد لـ أخبار اليوم :
نشعر بالحنين لسوريا ومتضامنون مع الشعب الفلسطيني
* من العار ترحيل السوريين من العالمين العربي والإسلامي وإجبارهم للعودة لآلة القتل والاعتقالات
* الشوق لا تخمد ناره خاصة عند من هُجِّر من بلاده تهجيرا قسريا
* أشتاق لنفسي التي كانت هناك.. نفسي القديمة التي ما عدت أشبهها الآن
* وجوب قيادة أهل الفكر والثقافة والعلم ورجالات الدين للمركب السوري
* العبور بسوريا إلى بر الأمان وفق رؤية ثاقبة ونظرة واعية
* كتبتُ في معظم الأغراض الشعرية إلا الهجاء فهذا الصنف لا يتناسب وشخصيتي
حوار: جمال بوزيان
نستضيف الأستاذة صافي محمد مظهر أحمد في هذا الجزء الثاني من الحوار للحديث عن ظروف اللاجئين السوريين في ألمانيا ومدى اندماجهم في المجتمع الألماني وعن فرص العمل وكل ما له صلة بالمهاجرين من تعايش ومحافظة على الهوية الحضارية إضافة للجوانب الإبداعية في مجالي الشعر والرواية ونشاطاتها المتنوعة.
صافي محمد مظهر أحمد أستاذة سورية دمشقية المنشأ عاشقة للشام درست في معهد تجاري بكلية دمشق ودرست اللغة العربية في جامعة بلاد الشام بدمشق تكتب الشعر والرواية وتهتم بمجالات أخرى في الإبداع مثل كتابة السيناريو نشرت مقالات كثيرة في عدة صحف.. صدر لها كتاب عن سيرة أحد دعاة الإسلام في أوروبا وديوانا شعر ورواية وشاركت في دواوين وكتب جماعية ولها ديوان شعر ورواية قيد الطباعة.
دفعت الظروف القاهرة أ.صافي إلى الهجرة حاليا هي مقيمة في ألمانيا وقد انخرطت في حزب الخضر وعضو في نقابة ألمانية لفئة الكُتاب ومؤسِّسة وعضو في كيانات ثقافية وغيرها ومتطوعة في إحدى المنظمات.. تقدم من حين إلى آخر أمسيات شعرية في ألمانيا وخارجها.
الجزء الثاني
- من العار الكبير سماع ترحيل اللاجئين عموما في العالمين العربي والإسلامي نظرا لظروفهم الخاصة جدا لا سيما ترحيل السوريين من لبنان وجمهورية مصر العربية... ما تعليقك؟.
أنت قلت: إنه من العار ترحيل السوريين من العالمين العربي والإسلامي وإجبارهم للعودة لآلة القتل والاعتقالات فماذا سأضيف بعد قولك: إنه عار على الأمتين العربية والإسلامية؟!.
وهنا يظهر ضعف دور مفوضية اللاجئين وفشلها في توفير حق الحماية والأمان للاجئين فدور هكذا منظمة لا ينحصر بتقديم بعض المساعدات الغذائية التي هي أيضا لا تسمن ولا تغني من جوع الحماية وتوفير الأمان للإنسان وتأمين عيش حياة كريمة له هو من أبسط حقوقه مهما تكن هويته وما الذي أجبره على الفرار.
- ماذا تقولين للشعب السوري بكل المحافظات؟.
ماذا عساي أقول للشعب السوري في كل المحافظات في الداخل وهم لا حول لهم ولا قوة أمام الإجرام القمع وانعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية! سوى قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ . الآيتان رقم 139 و140 من سورة آل عمران.
- ولقادة الثورة السورية؟.
للأسف أنا أرى أن الثورة السورية سُرقت وتمت المتاجرة بها ولم أعد أر لها قادة ثقات وذلك ظاهر في وضع المحرر (إدلب والشمال السوري).. وهذا الأمر ذو شجون ولكنني أعيش على ثقتي برب العباد أنه لا بد يظهر الحق وينصف هؤلاء البسطاء من الشعب الذين وقعت عليهم تبعيات الحرب والتهجير وتم استغلال تعطشهم للحرية التي خرجوا لأجلها في هذه الثورة دون أطماع شخصية.
- دون شك تتزايد كل يوم أشواقك الجامحة لكل ما هو سوري في الشام... إلمَ تحديدا؟.
الشوق لا تخمد ناره خاصة عند من هُجِّر من بلاده تهجيرا قسريا.. أما لمن أشتاق فلن تصدق إن قلت لك أنني أشتاق لنفسي التي كانت هناك نفسي القديمة التي ما عدت أشبهها الآن فللأماكن التي نعيش فيها تأثيرها في شخصياتنا وتكويننا وبالتأكيد أشتاق لأخوتي وأقاربي وملاعب الطفولة ومراتع الصبا قبر والدي منزلي كرسيي الهزاز الذي كنت أجلس عليه للحصول على بعض الاسترخاء أثناء تجهيز نفسي للقراء والكتابة مسجد الحارة والياسمين المعرش على سوره حارات دمشق القديمة أشجار النارنج الذي كنت أصنع منها المربى وكذلك الورد البلدي كنت أصنع منه شرابا ومربى وكثير من التفاصيل الحياتية المرتبطة بالأماكن الهواء الماء كل شيء كل شيء.
- يرى محللون أن أهل الفن لا سيما الدراما السورية خذلت الشعب السوري وأظهرت ولاءها لـ سلطة الأمر الواقع إلا ما ندر.. ما تفسيرك؟.
بصراحة أنا لا أتابع الدراما والتلفاز منذ زمن بعيد ليس لدي الهواية لمتابعة هذا النوع من الفن ولكن المنطق يقول إن الفنانين هم جزء من المكون الشعبي في سوريا وانتماءاتهم جزء من انتماءات الشعب فمنهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم من اختار أن يكون رماديا لم يصرح بأي موقف ومنهم من تبع مصالحه وفضلها على موقف يسجله أمام الله والتاريخ لذلك لا نستطيع أن نعمم ونتهم الجميع أنهم خذلوا الشعب الحر بالنهاية الفن هو مهنة ككل مهنة ومن أفراد هذه المهنة من هو مؤهل ليكون ضمن النخبة الفاعلة في الحراك الوطني والسياسي ومنهم لا كما هو الحال في باقي فئات الشعب ومن وجهة نظري أن هذه المراحل يجب أن يقودها المفكرون والمثقفون وأهل العلم ورجالات الدين ليستطيعوا العبور بالمركب إلى بر الأمان وفق رؤية ثاقبة ونظرة واعية.
-ماذا كتبت في مجال المسرح؟
- كتبت نصوصا وألقيتها على المسرح وقد رافقني راقصون إيمائيون جسدوا النص حركيا على خشبة المسرح.
- حدثينا عن نص منها.
- لدي نص عبارة عن قصة إنسان مريض نفسيا يخاطب نفسه عند ما كان طفلا ثم يخاطب المرأة التي تخلت عنه وغدرت به ثم يخاطب شجرة يابسة ويقول لها: أنا مثلك لما كانت لي ظلال الكل يأتي إلي وعند ما صرت الآن كالشجرة اليابسة هجرني الجميع وهكذا.. إلى أن وجد نفسه التي يريد أن يكون عليها وخاطب نفسه أنه يجب أن يكون بالعزم والإرادة وأثناء مخاطبة نفسه ووجهها للتغيير والنهوض من جديد.
- انتشرت منذ سنوات ظاهرة كتابة الشعراء للرواية لكن لا ينجح في ذلك إلا القليل.. ما الأسباب في نظرك؟.
ليس بالضرورة أن من برع في صنف من صنوف الأدب أن يبدع في غيره حتى الذين يجيدون الكتابة في الصنفين الشعر والرواية لا بد أن تلاحظ تفوقهم في أحد الصنفين على الآخر مثال على ذلك في الوقت الحالي الدكتور أيمن العتوم فقد كتب الشعر والرواية ولكنه في الرواية أبرع ومن قبله كان العقاد والرافعي فقد برعا في فن النثر عن الشعر مع أنهما حاولاه كثيرا.
وأنا خضت هذه التجربة فكتبت الرواية والشعر وكانت لي تجارب في كل صنوف الأدب وقد وجد القارئ بين سطور الرواية روح الشعر واللغة الشعرية وأنا للأمانة يخطف قلبي الشعر أكثر رغم أن من قرأ نتاجي من الصنفين أشاد بهما على حد سواء.
- حدثينا عن موضوعات شعرك عموديا وحرا.. وكيف اخترت مغازل نور عنوانا لديوانك؟.
بشأن موضوعات قصائدي الشعرية أنا كغالب الشعراء كتبت في معظم الأغراض إلا الهجاء فهذا الصنف لا يتناسب وشخصيتي وبصفتنا شعبا سوريا نعيش مرحلة عصيبة ومهجرين نعيش مشاعر الحنين للوطن ومتفاعلين مع القضية الفلسطينية منذ نعومة أظفارنا فكل ذلك كان له من شعري نصيب إلا أنني أميل للشعر الوجداني وأستمتع بكتابة الغزل فالغزل والمدح هو أساس الشعر.
عنوان ديواني مغازل نور كان اختيارا بعد تأمل كبير حيث شعرت أن الحروف إن كنا نصيغ منها الجمال فهي حروف من نور وأن القصيدة نسيج منها نغزله بحب لتحمل قارئها إلى عوالم البهجة.
- ماذا كتبت عن أطفال سوريا؟.
وصية لأمهات أطفال الخيام
لا تنهريهِ إذا رأيتِ دموعا
أو تخنقي صوتا به مسموعا
فدموعه تستنبتُ البأسَ الذي
لمَّا يزل بجذوره مزروعا
لم تنأ كفُّ الله عنهُ وإنما
كفاهُ تغترفان منكِ خنوعا
فلتطعميه تصبرا وبسالةً
حتى تريهِ غضنفرا متبوعا
ولتشربيه شهامةً وكرامةً
ليظل رأسكِ في الورى مرفوعا
قولي له إن التراب إذا ارتوى
دمعا ترى أشجاره الترويعا
أوما رأيتِ بلادنا لما بكى
أبناؤها أضحى الشريف وضيعا!
والخائنين مذ احتموا بالحاكمي-
-ن توزعتْ أوطانُنا توزيعا
وبأنَّ ما خلَّته أمة أحمد
من شرعة أودى بنا تضييعا
حتى غدتْ أرضُ النبوة معقلا
للفسقِ حين تغنجت تطبيعا
لا تُفزعيهِ فتلكَ ليست دمعة
لكنها وطنٌ يموتُ فجيعا
وطنٌ يُصيِّرُ كلَّ عرس مأتما
حين ارتأى للحالمين ربيعا.
- ما المحاور الكبرى لروايتك الحب عظيم لكن الحمقى أفسدوه ؟ وماذا عالجت فيها؟.
اتخذت الرواية عدة أبعاد اجتماعية وعاطفية ونفسية بالإضافة للتأثير الذي تركته مرحلة الثورة والحرب على سوريا والتهجير على حياة الناس وكيف ساهمت في تفريقهم في أصقاع الأرض وتأثير كل هذه العوامل على العلاقات بين الناس حتى الزوجية منها فتناولت خمسة قصص حب وارتباط فشلت لأحد هذه الأسباب وتداعياتها على شخصيات البطلات الخمس ونفسياتهم أو على شركائهم وتضمنت الرواية الكثير من المونولوج الداخلي للبطلات ويعكس هذه التداعيات وفلسفة كل شخصية من شخصيات الرواية للحب من خلال تجربتها وكيف كان يمكن بتجنب بعض الحماقات المحافظة على الحب العظيم الذي كان.. فتلخصت الرواية في عنوانها الحب عظيم لكن الحمقى أفسدوه وهذا العنوان مأخوذ من عبارة للكاتب الشهير شكسبير.
- ما السيناريو الناجح كتابة في نظرك؟.
السيناريو الناجح يرتكز على عدة عناصر أهمها وأولها الفكرة التي يبنى عليها السيناريو وكذلك تحديد الهدف والرسالة التي يريد الكاتب إيصالها ومن ثم اختيار الأسلوب الفني المناسب لتقديم الشخصيات والحبكة والقص إضافة للتنويع بين السرد والحوار والمونولوج وغيرها من وسائل طرح ما يريد الكاتب إيصاله.. والأهم من ذلك أن يكون للكاتب بصمته المتفردة التي تشعر القارئ بتميزه.
يتبع
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/05/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php