يكاد الاتفاق يكون واحدا بين كل أطراف الأزمة السورية الذين اقتنعوا أن وقف إطلاق النار يبقى الخطوة الأولى التي يتعين أن يقتنع بها الفرقاء وتكون بداية لمسار طويل على طريق الحل النهائي لحراك شعبي سلمي تحول إلى أشبه بحرب أهلية حصدت أرواح 8 آلاف شخص.
فقد اقتنع العرب، روسيا، الصين وكوفي عنان، الموفد الخاص الأممي والعربي إلى سوريا بحتمية التوصل إلى هذه النقطة بالذات والتي يمكن اعتمادها كأول خطوة توافقية تمهد لخطط حل صاغتها الدول العربية وروسيا ووافقتهم عليها بكين التي تحركت دبلوماسيتها هي الأخرى في مسعى لوضع بصمتها وتسجيل حضورها ضمن سياق حل لا تريد أن يخرج عن إطار تصورها ونظرتها إلى منطقة تعرف تغييرات جيو ـ سياسية جذرية.
ويبدو أن خطة الحل التي توصل إليها وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الروسي سيرغي لافروف، في أول لقاء تنسيقي بينهم منذ اندلاع الأزمة، سارت في الاتجاه الذي تراه بكين مواتيا للحل، وهو ما جعلها ترحب بخطة الخمس نقاط التي وضعها العرب والروس وأكدت أنها إيجابية إلى الحد الذي يمكن أن تكون بداية لنهاية نفق مظلم وحمام دم مراق.
لكن المشكلة أن الصيغة التي يمكن بواسطتها البدء في تنفيذ نقاط هذه الخطة، خاصة وقف العنف من كل الجهات تبقى إشكالية الإشكاليات إذا راعينا ما هو جار على أرض الواقع في مختلف المحافظات السورية.
وتكون الدول العربية وروسيا قد رمت بالكرة في معسكرها ويتعين عليها التحرك عاجلا من أجل إقناع الفرقاء بهذه الفكرة التي تبقى فعلا حجر زاوية الحل على اعتبار أن وقف الاقتتال قد يعيد أجواء ثقة مفقودة وضغينة تكرست منذ اندلاع المواجهات قبل عام وبدأت تنذر بحرب أهلية غير معلنة.
ولأجل ذلك فإن روسيا مطالبة بأن تلقي بثقلها الدبلوماسي واستغلال علاقاتها المتميزة مع النظام السوري لإقناعه بهذه الخطوة في الوقت الذي يجب على الدول العربية التي تبنت المعارضة كممثل وحيد للشعب السوري أن تمارس ضغوطها عليها من أجل إقناعها بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وعبر طاولة حوار لا مفر منها وبعيدا عن أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
والقبول بهذه النقطة بالذات يعني أن الدول العربية التي أيدت فكرة إرسال قوات إلى سوريا تكون قد تراجعت عنها بعد أن أبدت العديد من الدول بما فيها الغربية المناوئة للنظام السوري معارضتها لها من منطلق عدم ضمان نتائجها التي قد تكون كارثية على وضع أمني يوشك أن يغرق في متاهة الحرب الأهلية.
وحتى وإن فشل كوفي عنان في أولى اتصالاته مع السلطات السورية من أجل وقف إطلاق النار إلا أنه بدا متشبثا بمسعاه ومواصلته إلى النهاية رغم اعترافه بصعوبة المهمة، لكنه ينتظر سندا من أطراف على صلة بتداعيات هذه الأزمة للضغط أو الإقناع أو حتى النصيحة على اعتبار أن القضية خرجت عن إطارها الداخلي وتحولت إلى أزمة دولية تشعبت المصالح فيها وكثرت الحسابات بشأنها.
وهو ما يفسر محطات جولته التي قادته إلى الدوحة وأنقرة وقبلها إلى القاهرة ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة لتجميع أقصى ما يمكن من المعلومات وترتيب الأولويات قبل الانتهاء إلى خلاصة الحل الذي يراه مناسبا لأزمة استعصى حلها إلى حد الآن.
كرّمت ولاية تيزي وزو مؤخّرا الفنان القدير مولود حبيب صاحب رائعة ''أعلجية'' الشهيرة، التي حفظتها مختلف الأجيال المتعاقبة عن ظهر قلب، ولا يزال العديد من الفنانين يؤدونها في مختلف الحفلات والمناسبات، وتوجّهت الأنظار خلال حفل التكريم الذي احتضنته دار الثقافة ''مولود معمر''ي إلى أوّل فنان قبائلي نشّط حفلا فنيا بالعاصمة، حيث مهّد الطريق لباقي الفنانين لإسماع صوتهم خارج منطقة القبائل.
تضمّن برنامج التكريم الذي حضره الفنان وأسرته تنظيم معرض لصور ومقالات تناولت المسيرة الفنية للمحتفى به، تلاه حوار مع الفنان نشّطه الباحث عبد السلام عبد النور وكان فرصة لاكتشاف هذا المبدع وانجازاته الفنية التي ستظلّ خالدة في الذاكرة.
وقال الفنان القبائلي رابح أوفرحاث بالمناسبة، أنّ الفنان مولود حبيب لعب دورا فعّالا في نجاحه، وروى حادثة محاولة أحد الفنانين سرقة أغنيته ''أثالا ايلوغن'' (المنبع الملوّث) واكتشف مولود حبيب القضية، فاتّصل به وحثّه على الإسراع إلى الإذاعة وإثبات أحقيته بها ليتم إلغاء التسجيل وبرمجة حصة مكانها.
كما عبّر الفنانون المشاركون في الحوار عن امتنانهم للفنان حبيب كونه ساعد أغلبيتهم في مشوارهم الفني، حيث اعترف السيد قوليش (منشّط حفلات)، أنّ حبيب مولود كان أوّل مطرب نشّط حفلا باللغة القبائلية بالعاصمة ولقي نجاحا كبيرا، كما حظيت جميع حفلاته بشعبية كبيرة بأدائه لأجمل أغانيه على غرار ''أعلجية''، '' أفروجة''،''أ ثساذيث''، ''ثجمعاث'' و''أمغار''.
وتم بمناسبة حفل التكريم عرض فيلم وثائقي حول مسيرة الفنان التي جمعت من أرشيف التلفزيون الجزائري حول الفنان حبيب مولود، المولود سنة 1950 بقرية عزوزة ببلدية الأربعاء ناث إيراثن، والذي انتقل إلى العاصمة رفقة عائلته في سن مبكرة وهناك اندمج في عالم الفن، وفي 1964 حيث كان عمره لا يتجاوز 13 سنة، انضم إلى مجموعة صوتية أدت الأغنية الثورية ''نكيني ذمجاهذ امشطوح''، كما التقى بالراحل محمد بلحنفي الذي كتب له العديد من الأغاني، وكذا بالفنان كمال حمادي، وفي سنة 1980قرر حبيب مولود اعتزال الفن لأسباب شخصية وكرّس حياته لعائلته، وأكّد بمناسبة تكريمه أنّه رغم تخليه عن الغناء فإنّ حبّه للفن يسيريكالدم في عروقه-.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : س. زميحي
المصدر : www.el-massa.com