يقيم الفنان الشاب نسيم وافق معرضه الأول بمدياتيك ”عبان رمضان” بالعاصمة، محاولا استغلال هذه الفرصة التي منحت له للتعريف بمساره وبأعماله التي تحمل بصمة احتراف.
نسيم ذو ال 29 سنة، وابن حي باب الوادي العتيق، تملؤه الأحاسيس المرهفة، الهدوء والحكمة، لايعنيه في ذلك طيش ومغامرة الشاب بقدر ما يبحث عن التميّز، بشق طريق النجاح بأظافره، فالتقته ”المساء” بمعرضه لتستعرض معه بعضا من مسيرته الفنية الفتية.
ككل الأطفال، عشق نسيم الرسم وكان ينجز أعمالا لايصدق الكبار أنها له، ورغم حبه المفرط للريشة والألوان والأشياء، إلا أنه كتم موهبته ليتفرغ للدراسة (تقني سامي في الإعلام الآلي)، ودخل عالم الشغل منذ 5 سنوات، وأصبحت له استقلاليته المالية التي مكنته من الرجوع إلى هوايته، إذ أصبح بإمكانه شراء أدوات الرسم الازمة والتي كانت تتطلب - حسبه - ميزانية معتبرة.
نسيم العصامي، التحق بالتكوين في مجال الرسم على الزجاج، مما أكسبه مهارات كثيرة، ناهيك عن اطلاعه على الساحة الفنية من خلال زيارته للمعارض، وعن طريق الإنترنت وغيرها.
عندما يستهوي نسيم منظر ما ويريد أن يرسمه، فإنه يصوره فوتوغرافيا، ثم يجسده بالرشية.
لم يكتف نسيم بما أنجزه، فخاض تجربة بحث لتطوير تقنيات رسم خاصة على الزجاج، إذ أدخل هذه التقنية على لوحاته الفنية، يقول؛ ”أردت تطوير رسمي، فأدخلت تقنية الزجاج على لوحاتي، إذ تبدو اللوحة وكأنها مرسومة على الورق أو القماش، بينما هي منجزة على الزجاج، وقد لا ينتبه إليها حتى الفنان المحترف، وهذه التقنية لم أجدها في الجزائر، وإنما وجدتها فقط في بعض الدول الأوروبية، وهي أصعب من حيث الإنجاز”.
تقنيات أخرى يستخدمها نسيم، كاستعمال آلة السكين بدل الريشة، مما يعطي اللوحة أسلوبا مغايرا، كما استعمل في لوحات أخرى بأحجام مختلفة، قلم الإحاطة (يشبه الأنبوب)، ومن يرى اللوحة المنجزة به يخيل إليه أنها مرسومة بالحبر الصيني، وكل لوحات هذه التقنية تجسد مواقع تاريخية في الجزائر؛ كالقصبة، جميلة، تيمڤاد وغيرها.
وعن اختيار هذه التقنية، يقول نسيم؛ ”أردت أن أبعد هذه الآثار عن الألوان كي تبدو من الزمن البعيد، ولكي تظهر تماما كما تبدو التحف القديمة”.
كما تفنن نسيم في تقنية أخرى، وهي استعمال الجبس بدل السيراميك، وهنا يقول الفنان؛ ”كنت أصدم بالثمن الغالي للسيراميك وبعصوبة تقطيعه كما أريد، فلجأت إلى الجبس، وكنت أعده حتى يصبح ناعما كالسيراميك.. بعض الفنانين لم يصدقوا عند اكتشافهم للأمر، وبعضهم الآخر ظن ذلك خشبا”.
من جهة أخرى، يرسم نسيم على القماش ويستعمل الألوان الزيتية، وكل مواضيع أعماله لا تخرج عن موضوع الطبيعة، الآثار والرموز البربرية.
للإشارة، يحوي المعرض 70 لوحة و10 صحون زجاجية مزخرفة ومزهرية، ويبقى أمل هذا الشاب العصامي، الاحتكاك بالفنانين المحترفين وباستمرارية معارضه داخل وخارج الوطن، وبأن يطور أسلوبه الفني ليصبح عالميا، ويكوّن بصمة تعرّف بالفن الجزائري أكثر، كما يحلم بأن يكون الفن الجزائري مدرسة عالمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم ن
المصدر : www.el-massa.com