كم الإنسان ضعيف أمام نفسه، أمام عجزه في تحقيق ذاته و إثبات وجوده. . كم الإنسان ضعيف أمام فشله. . فأصعب لحظة في وقت الإنسان هي تلك اللحظة التي يخلو فيها إلى نفسه و يحدثها بصدق، يواجهها بالحقيقة التي قد تعذبه لأنه يواجه نفسه دون أقنعة يلبسها عندما يواجه الآخرين و يتعامل معهم بأقنعة ملونة حسب الأحداث و الأدوار لذلك تبقى الحقيقة مفقودة.خلوة مع النفس. . هي لحظة صدق يحاسب المرء فيها نفسه على ما فعل أو فكر في فعله إذا كان خطأ أو صوابا يحاور فيها نفسه بكل شجاعة أو ربما هي تلك اللحظة التي يتذكر فيها ما قد مضى و لم يبك عليه لأنه لم يشعر بما فقد من ثمين في حياته، لأنه كان في زحمة البشر أو الأوهام حتى و إن كان ذلك الشيء الثمين هو أجمل أو أغلى سنوات العمر، فاستهان بما فقد في حينه و ما أن تنتهي زوبعة و ضجيج ذوات الأرواح من الناس و تأتي تلك اللحظة في وقت ما يشعر بعظمة و فداحة ما فقد سواء برضاه أو مجبورا على توديع ما أحب إلى الأبد.
أحيانا نودع أشياء بل أناسا نحبهم في الحياة نفسها. . لا يغادروننا لكن تبتعد المسافات بيننا.
أحيانا نودعهم إلى عالم آخر يرحلون إليه و معهم مشاعرنا تبكي بحرقة حتى إنها تتمزق حزنا في طيات الأيام فلا تعود قادرة على الشعور بما يأتي بعدهم.
و أحيانا نختار الرحيل نحن عنهم بسبب ما و نودع كل ما نحب رغبة في شيء ربما نرى التعويض فيه عنهم لنفاذي أشياء قد تتعقد معها حتى محبتهم عندها سيكون الرحيل إجباريا و لكن أمر و أصعب و أحيانا يستحيل استمرار الحياة بيننا و بين من نحب لسبب ما، فيكون الرحيل و الفراق المؤقت أو الأبدي هو ما تجبر النفس الضعيفة على الإقدام عليه و اختيار غيره.
و هكذا يبدأ مشوار العذاب الصامت مع ذكريات النفس في خلوتها و ما أكثر عتاب النفس لذاتها على ما قد حدث.
لذا فالإنسان الفاضل في دنيا المتناقضات و المفاجآت أن لا ينسى في زحمة الحياة المعاصرة أن يزور نفسه من وقت إلى آخر في لحظة صدق و بلا أقنعة فيحاول أن يمنح نفسه لحظة صدق حقيقية نابعة من وجدان صافي.
و الحقيقة تبقي أغرب من الخيال في بعض الأحيان. . و الإنسان يبقي دائم البحث عن الحقيقة المفقودة التي لا يجدها إلا مع صفاء الروح بين موسيقي الأمواج التي تتكسر على صخر الشاطئ عندما يكون الإنسان بين بانوراما البحر الذي يجعلنا في لحظة صفاء نكون بلا أقنعة مع أنفسنا المتعطشة للهدوء و الصفاء والحب الذي لا يُقال له سحابة صيف وتزول فالحب لا نصفه بفصل من الفصول الأربعة انه سماء صافية ، وبحراً هادئ ، وبسمة حانية فالحب يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان وجميل أن تزرع وردة في كل بستان و لكن الأجمل أن تزرع ذكر الله على كل لسان سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ليبقى الإنسان هو الإنسان يحمد الله على جمال الكون بترابه و اخضراره و بحره .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : برياح زهرة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz