لايزال داء السكري ببعض القرى والمناطق النائية غير معروف، من أجل هذا يلجأ عدد من المرضى عن جهل، إلى التداوي ببعض الأعشاب التي تصيبهم بتعقيدات صحية نتيجة ارتفاع معدل السكر بالدم، فيما يدخل البعض في حالة غيبوبة. وانطلاقا من هذا فكرت هبة رحمان مختاري في إنشاء جمعية، تعرّف بواسطتها سكان القرى والأرياف على مستوى ولاية عين الدفلى، بماهية المرض، وتفنّد بعض المعتقدات الخاطئة فيما يخص علاج هذا الداء.تقول السيدة هبة إن دافعها لتأسيس جمعية تُعنى بمرضى السكري كونها في المقام الأول مصابة بالداء، فبعد معاناة مع المرض توصلت إلى فكرة التعايش معه، ومن ثمة قامت بجملة من البحوث حول أسباب الإصابة به، والإمكانيات العلاجية المتاحة، والتعقيدات الصحية التي يحدثها، بعدها حاولت البحث في ولاية عين الدفلى عن جمعيات ناشطة في المجال للانخراط فيها، غير أن خلو الساحة من هذا النوع من الجمعيات جعلها تفكر في التأسيس لجمعية تعنى بكل ما يحتاج إليه مريض السكري بدءا بالتوعية، ووصولا إلى دعمه بالأدوية وأجهزة القياس، تقول: "تكونت لديّ تجربة في الحياة الجمعوية، حيث كنت عضوا بالجمعية الوطنية لمرضى السكري التابعة لولاية الجزائر. ولأهمية الدور الذي تلعبه في مجال التوعية بمخاطر داء السكري أمام ارتفاع عدد المصابين، قررت تأسيس جمعية بولاية عين الدفلى التي تفتقر للحياة الجمعوية الناشطة في المجال الصحي، وقد لقيت المبادرة ترحيبا من قبل سكان الولاية؛ بالنظر إلى الخدمات الوقائية والعلاجية التي تقدمها الجمعية للمصابين بالداء".ومن بين الأعمال التي تركز الجمعية عليها هي التأكيد، حسب هبة، على التعريف بالمرض بأسلوب بسيط ومفهوم، ليتسنى لعامة الناس إدراك ماهيته، وتحديدا بالمناطق الريفية والقرى التي تنتشر فيها ظاهرة التداوي بالأعشاب، التي تتسبب في تأزيم صحة عدد كبير من المصابين بالداء.وفي ردها عن سؤالنا حول أهم النتائج التي حققتها الجمعية بعد أزيد من 6 سنوات عن تأسيسها، قالت محدثتنا إنها تمكنت في ظرف وجيز من نشر التوعية بداء السكري، وتمكنت من تصحيح العديد من المعتقدات الخاطئة حول علاج السكري؛ من منطلق أنه مرض مزمن، يكون فيه المريض مطالَبا بالتعايش معه، والتقيد بأخذ الأدوية في مواعيدها، "كما عملنا أيضا على نشر ثقافة المشاركة بالأيام التحسيسية التي نبرمجها على مدار السنة لمزيد من التوعية، وللبحث عن إصابات جديدة؛ من خلال تحفيز المواطنين على الفحص"، مشيرة إلى أن ولاية عين الدفلى تحصي تقريبا 15400 مصاب.وتعتقد محدثتنا أن للعمل التحسيسي دورا هاما في إكساب المرضى ثقافة علاجية فيما يخص داء السكري، تقول: "أنصح المرضى بضرورة التواصل مع الجمعيات التي تلعب دورا هاما في مساعدتهم على التكيف مع مرضهم، وحل بعض مشاكلهم النفسية وكذا المادية إن تعذّر عليهم اقتناء الأدوية".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com