الجزائر

نساء يؤكدن: "صراحتٌنا مع أزواجنا سببُ تعاستنا "



نساء يؤكدن:
لا أحد منّا يشك في أهمية الصراحة و الصدق بين أي طرفين، لاسيما الزوجين الذين تجمع بينهما أقدس رابطة، غير أن الكثير من الأزواج يفتقدون لتواجدهذه الصراحة، سواء بسبب الأعراف أو التقاليد أو عائق نفسي ، و تفرق بينهما
هوة ما تلبث إلا أن تكبر مع الأيام ، لتشكل حصنا مانعا يحول بينهما ، و يوفر الأرضية المريحة لتواجد طرف ثالث، قد يحول دون سعادتهما و يهدد استقرارهما ، فيما تتحوّل الصراحة لدى كثير من الأزواج إلى معول هدم لسعادتهما .
زهية بوغليط
أصحاب قبل الزواج غرباء بعده
من المتعارف عليه في زواج هذه الأيام هي فترة التعارف الطويلة و الخطوبة التي تدوم لسنوات قبل الزواج، غير أنه عادة ما يكون الطرفان في
انسجام تام خلال هذه الفترة، لدرجة أن الطرفين لا يكاد ينفصلان عن بعضهما، و أكثر ما يلاحظ عليهما هي الصراحة التامة التي تطبعهما دون حدود، فتجدهما يتحدثان في كل جوانب الحياة و يصارحان بعضهما في كل مجالات الحياة، لكن ما إن يدخلان القفص الذهبي حتى تتبدل الأمور بينهما ، و يدخلان حيز حسابات شخصية ، و يصبح كل طرف منهما متخوف يخفي وراءه أسرارا شخصية، ليبقى هذا الاستفسار الذي توجهنا به لبعض النساء اللواتي تحدثن ل "الجزائر الجديدة" حول أسباب الشقاق بين الطرفين ، و انعدام الصراحة بينهما بعد الزواج، فكانت إجابة نورة، 34 سنة،"أخذت علاقتي بزوجي مسارا آخر بعد الزواج ، فبدلا من الكلمات الجميلة التي كانت تطرب أذنيا قبل الزواج و مصارحته لي بكل كبيرة و صغيرة في حياته، أصبح بعيدا عني و لا يشاركني مشاكله، و وخصوصياته " .
أما السيدة فهيمة، 33 سنة ، فقد صارحتنا بمدى القلق و الحيرة التي تعيشها بسبب هذا الأمر ، الذي أصبح يشكل هاجسا بالنسبة لها ، حيث أنها أصبحت تشعر
بوجود امرأة أخرى في حياته، حيث أنه لم يعد ذلك الشخص الذي كانت تقاسمه همومه و مشاكله ، و كلما حاولت التقرّب منه يزداد بعدا عنها، وتنصح فهيمة كل فتاة تربطها علاقة بشخص ما قبل الزواج، أن تتدارك الأمور في بداية زواجها، وتتعامل معه بوضوح ، وتعالج الأمور بالطريقة الصحيحة حتى لا تنقلب سعادتها إلى جحيم، تضيف متحدثة «أحسست بالسعادة في بداية الأمر ، واعتبرت ردود فعله غيرة علي، ولكن مع ازدياد عصبيته وردّات فعله، فضلت التشاور مع أختي في هذا الموضوع لأخذ النصيحة، لأن هذه الصراحة تولد بين الزوجين غيرة و شكوك.
حينما تتحوّل الصراحة إلى شك و غيرة
غير أن هناك من لا يؤمن بضرورة تواجد الصراحة بين الزوجين، لأنها بالنسبة لهم تولد المشاكل والغيرة و تزرع الشك بين الطرفين، و إن كانت الغيرة بين الزوجين أمر مطلوب لأنها تُشعر الشخص بالمحبة والمشاعر التي يكنّها الطرف الآخر، إلا أن الطرفين لا يجيدان استعمال هذه الصراحة بعقلانية، في هذا الموضوع صرّحت لنا السيدة زينب، 25 سنة، مهندسة متزوجة حديثا قائلة:" أخشى من مصارحة زوجي بما يحدث معي في عملي، خاصة وأن عملي يتطلب مني التعامل مع الرجال ، و هنا الصراحة تحول دون سعادة و استقرار الطرفين، وإذا دخل الشك قلب أحد الزوجين، أصبحت الحياة الأسرية مهددة بالمشاكل والخلافات والنزاعات" .
غير أن الصراحة لدى بعض الأزواج ، لا أساس لها على أرض الواقع ، و لا توجد إلا في القصص و الروايات، لأن كل زوجين لا يمكنهما التحدث بصراحة و شفافية بما يجول في خاطرهما و ما يحدث بينهما، لأن مع الصراحة تزداد الشكوك بالطرف الآخر، هذا ما بدأت به حديثها سلمى قائلة:
" اكتشفت أن صراحتي كانت سبب شكوك زوجي و خيانته لي ، و هذا بعد ما صارحته بحبي الأول الذي التقيت به صدفة، و منذ ذلك الحين لم يعد يثق بي،
واستمررت بالعيش معه و كل واحد منا يتخوف من الآخر، وكأنه أحب أن ينتقم لكبريائه، بل أصبح يمنعني من الخروج بمفردي أو الردّ على اتصالاتي، و هذا كله بسبب صراحتي التي ندمت عليها كثيرا ، و قطعت عهدا على عدم مصارحته بأي أمر ،لقد تحوّلت حياتي إلى كابوس منذ ذلك اليوم ، ليتهمني في نهاية المطاف بخيانته " .
صراحتهن سبب فشل علاقتهن
أزواج تحوّلت حياتهن إلى جحيم ، بسبب مبالغتهن في الصراحة ، فتحوّلت العشرة إلى بعد وجفاء، والكلام المعسول إلى عبارات جارحة، والصراحة في الحوار إلى شكوك تهدم المنزل الأسري، أحلام، 37 سنة، موظفة في القطاع الخاص، تحكي عن
تجربتها الفاشلة مع زوجها قائلة: "ظننت أن علاقتي بزوجي متينة إلى أبعد الحدود، و لا مجال للخلاف و الشكوك بيننا، فصارحته منذ البداية بكل ما يحدث
معي ، و سردت له الحادثة التي وقعت لي مع زميلي في العمل ، الذي كان متيم بحبي ، خاصة أنني رأيت أنه يتمتع بالمستوى التعليمي المطلوب وسيكون الإنسان المتفهم لعملي، ويساعدني في التقدم والنجاح وبناء أسرة سعيدة، ولكن هيهات أن تجتمع جميع تلك المواصفات في شخص واحد، لقد أدركت متأخرة أنه مجرّد رجل كغيره من الرجال ، ولم أكن أتصور أن صراحتي وحديثي عن عملي سيزرعان الشكوك داخله ، و يقدم على تطليقي لمجرد أن زميلي بالعمل أعرب لي عن مشاعره نحوي " .
و نفس الشيء حدث مع الكثير من الرجال الذين أعربوا لنا أن المرأة ناقصة عقل و دين، و لا يمكنها استيعاب كثير من الأمور التي تحدث مع الرجل، هذا ما صرح لنا به محمد، 40 سنة، الذي اعترف قائلا:" كثيرا ما أجد صعوبة في التحاور مع زوجتي و مناقشتها بصراحة دون حساسيات ، لأنها تسيء فهم صراحتي التي تحاربني بها في الوقت المناسب و تعتبرها نقطة ضعفي، لذلك أفضل الفضفضة مع صديقتي بالعمل التي تفهمني ، و أشعر بالارتياح إليها دون عقدة أو مخاوف أو شكوك .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)