أكدّ مدير مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر نزيم حمادي بأنّ المؤسسة تعمل وفق القوانين وتطبقها بحذافيرها فيما يتعلق بالتعامل مع العمال وإجراءات التوظيف والتحويل وكذلك الفصل ولا توجد هناك قرارات تعسفية أو معاملات "حڤرة" تجاه العمال، بدليل أنّ القضايا المطروحة على العدالة لم تتجاوز ثلاث قضايا. وردّ في حوار ل"الشروق اليومي" على الذين يتهمونه بسوء التسيير و"الحڤرة" بأنّه ليس مستبدا وعليهم تقديم الدليل. وأشار حمادي بأنّ الفصل طال حوالي 10 أشخاص وعدم تجديد عقود عمل 15 شخصا في ظرف خمس سنوات لأسباب عديدة مقنعة.هل يمكنك أن تقيم الفترة التي أدرت وتدير فيها اليوم مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر؟منذ تعييني على رأس مؤسسة فنون وثقافة منذ خمس سنوات، ينطلق التقييم من عملنا في الحفاظ على مكاسب المؤسسة، والهدف إعطاء دفع جديد لهذه المؤسسة ذات الطابع التجاري والصناعي وتطويرها من حيث الحجم والمرافق والتغطية المتعلقة بالنشاطات على مستوى ولاية الجزائر. والحمد لله وفّقنا في بعض الأمور بحيث صار ذات تواجد أوسع عبر بلديات لم تكن فيها من قبل ومرافق هامة تم وضعها تحت تصرف المؤسسة مثل المركز الثقافي لوادي قريش، وإعادة فتح مرافق جديدة منها مركز "مصطفى كاتب" بديدوش مراد وآخر بحي البدر بالقبة، كما تدعمت مؤسسات أخرى من حيث العتاد وصار لديها عتاد مهم شمل عتاد السمعي البصري والمعلوماتية، ونواصل الآن العمل للدفع بالمؤسسة إلى الأمام بغرض أن يكون لديها الإمكانيات المادية والبشرية.هل هناك مشاريع جديدة تحضر لها المؤسسة؟أتحدث أولا عن السنة الجارية، بحيث تدخلت المؤسسة لأول مرة عبر الشواطئ من خلال شاطئي القادوس وخلوفي بالقيام بمبادرة لتنظيم نشاطات فنية بدأت منذ افتتاح موسم الاصطياف في شهر جوان إلى غاية 15 سبتمبر، وبالتالي تم تنظيم نشاطات للأطفال ولفائدة العائلات، وحتى لا يبقى نشاط المؤسسة في الفن والغناء نصبت خيم بها مكتبات صغيرة مدعمة بكتب للصغار والكبار، وهذه المبادرة الأولى من نوعها لاقت استحسان الجمهور وتم نصبها بشاطئ بئر حدادو. وطبعا هناك فضاء "اللقاءات الأدبية" كل اثنين وأربعاء إضافة إلى جسور مسرحية التي يشرف عليها الدكتور إبراهيم نوال ويقدمها الناقد عبد الناصر خلاف.على صعيد الفن السابع، ألا تساهم المؤسسة في تمويل أو عرض أفلام سينمائية للجمهور؟المؤسسة لا تساهم ولا تموّل بل دورها تشجيع كل ما هو ثقافي، بحيث بادرت المؤسسة خاصة هذه السنة بإعادة بعث النشاط السينمائي على مستوى العاصمة عبر قاعة "ابن خلدون" وبعض القاعات من خلال تسطير برنامج ضم أفلاما ثورية وجزائرية حديثة على غرار فيلم "أبواب الشمس الجزائر للأبد" الذي قدم عرضه الأول بقاعة ابن خلدون.بغض النظر عن قاعة "ابن خلدون" هل لديكم أو تفكرون في إنشاء قاعات سينما أخرى؟إلى غاية يومنا هذا قاعة "ابن خلدون" هي القاعة الوحيدة التي تسيرها المؤسسة ولم لا في المستقبل تكون للمؤسسة قاعات سينمائية، تشكلّ إضافة إلى المراكز الثقافية، فالمؤسسة استفادت من تسيير مدرسة جديدة للموسيقى بالقبة دشنت يوم 4 جويلة الماضي، وستضاف إليها مكتبة جديدة بباش جراح وقاعة للمطالعة ببلدية المرادية، أي كل شهر أو ثلاثة أشهر تتسلم مرفقا معينا في مكان معين من العاصمة وبالتالي فالنشاطات تزداد وتتوسع.يتهمك بعض العمال بممارسة ضغوطات مختلفة عليهم؟المدير لا يسير العمال فقط بل هو يدير مؤسسة مكوّنة من أقسام وهذه الأخيرة بها مصالح وكل مصلحة تتولى مهمة معينة، ودور المدير يأتي بعد كل هذه المصالح، ومن يتكلم على سوء التسيير أقول أولا ماذا نعني بسوء التسيير وثانيا حينما نتحدث عن الضغوطات أو "الحڤرة"، فنحن على مستوى المؤسسة يتم العمل وتطبيق القوانين المعمول بها بحذافيرها وبالتالي من يقول كلاما كهذا يطرح عليه سؤال هل توجهت إلى مفتشية العمل أو المصالح المعنية، وهنا يكون الجواب بناء على هذا المنظور، وللتأكيد فإنّ المؤسسة فيما يتعلق بالقضايا المطروحة على العدالة والمتمثلة في مطالبة العمال مثلا بالحق أو بما يرونه حقا أو ما يرونه تعسفا في جانب معين لا يتجاوز قضيتين أو ثلاث قضايا في السنة.ماهو ردك على من "يتهمك" بالتحويل والتوظيف العشوائي للعمال؟المشكل المطروح يتعلق بالتحويلات، وفيما يخص التوظيف العشوائي لا يوجد لأنه يتم وفقا للاحتياجات ولا نوظف وفقا لأساس اجتماعي . ولذا أنوّه بأن التوظيف يتم على أساس الإمكانيات والاحتياجات. وبالتالي فقد تجد بعض العمال من لا يعجبه توظيف شخص جديد، لكن أشير أنّه يجب أن ننظر إلى الشخص الجديد من خلال إمكانياته فإذا كان يقدم إضافة للمؤسسة ولديه مستوى أكثر من خبرة ومستوى الموظف ذي الخبرة في المؤسسة، وأكثر منه أنّه يكون متواجدا وبالتالي يجب على هؤلاء تفهم الأمر. ومن يقول بأنّه "محڤور" فليقدم دليلا.من تمس أغلب التحويلات؟تمسّ عمال الأمن، فإذا كان هناك عدد عمال أمن بعدد كاف والحاجة كانت في مرفق آخر فبطبيعة الحال يتم التحويل، والتحويل لا يتم بواسطة المدير بل هناك مصالح معنية تقوم باقتراحات ومصالح لتسيير سلك الحراسة والأمن والمستخدمين، وبطبيعة الحال لما تبلغني ورقة التحويل أقوم بإبداء رأيي وبعدها أوقع على قرار التحويل، لكن الاقتراحات في التحويلات العادية لا توجد، بما فيها التحويلات التي تتم لأسباب انضباطية على سبيل المثال حدوث مشاكل بين العمال في مرفق معين، فنرى المقترح المعمول به ونقوم بتحويل العمل تجنبا للمشاكل، وبالتالي العامل من يطرح مشكل التحويل يجب عليه أن يطرح أولا مشكلته الخاصة لأنّ القضية ليست عامة وليس لأنّ عددا من الأشخاص تم تحويلهم في فترات زمنية مختلفة أو في الفترة نفسها ولا يعني أنّ الأسباب ذاتها تطبق على كل حالة، ولهذا من طرح مشكل "الحڤرة" عليه أن يطرح ما هو مشكله بالضبط، وما يراه "حڤرة" هناك تفسير آخر لها.على أي أساس تتم الترقية في مؤسسة فنون وثقافة؟تقوم على الخبرة والسيرة الحسنة وماذا يقدمه العامل للمؤسسة، فأحيانا يتم ترقية شخص قام بمجهودات جبارة دون أن يطلب منه ذلك وأتساءل كيف ترقي عاملا لا يبحث سوى عن الراحة والتهرب من العمل، فهناك الكثير منهم يقدم أثناء بداية العمل الحقيقي طلب الإجازة وإذا رفضت يودع عطلة مرضية أو شهادة التوقف عن العمل لما يحين موعد العمل، وأقصد به أنّ نشاط المؤسسة الكبير يبدأ من الفاتح جوان أي موسم الاصطياف وخاصة شهر رمضان وتصرف بعضهم يعني التهرب من العمل. كم عدد العمال الذين تم فصلهم من المؤسسة؟منذ خمس سنوات إلى غاية اليوم لم يفصل أكثر من 10 عمال، وهذه الحالات تمت بعد المرور على مجلس التأديب الذي يتكون من ممثلي إطارات المؤسسة وممثلي العمال ولا يحضر فيه المدير ولا رئيس المصلحة، أمّا الأشخاص الذين لم تجدد عقودهم فلا يتجاوزون 15 شخصا طوال خمس سنوات.وكم تبلغ ميزانية المؤسسة وهل تم خفضها بسبب "التقشف"؟الميزانية لا تتخطى 400 مليون دينار أي 40 مليارا في السنة وتشمل النشاطات والأجور التي تمثلّ حوالي 65 ٪ من مجمل الميزانية وتمس بالأرقام نحو 650 عامل. وبالنسبة للتشقف فالحكومة تتحدث عن ترشيد النفقات وهي سياسة تعمل بها المؤسسة منذ مجيئي على رأسها وأنا المتخصص في المالية، ولذلك لما توليت إدارتها بدأت بترشيد النفقات من حيث الإنفاق واستراتيجية الاقتناء الخاصة "مثلا" بالتجهيزات. بحيث تمكنّا من تقليص التكاليف بما نسبته 50 ٪، واستطاعت المؤسسة أن تكون أكثر استقلالية بامتلاكها لمعدات كانت في وقت سابق تستأجر وأبرزها وسائل النقل وأجهزة السمعي البصري. ناهيك عن استراتيجية ثانية تتعلق بتنمية الموارد البشرية من خلال تطبيق برنامج بهذا الشأن، وهذا أمر لا يحبذه الجميع لأنّ البعض ينتظر فقط نهاية الشهر للحصول على الراتب وبعض الشكاوى الأخرى لو دققت فيها لوجدت وراءها أشياء وأشياء، وبالتالي معيار المؤسسة العمل بالقوانين والدليل القضايا المطروحة وهي عدد قليل جدا، كما أنه منذ شهرين أو ثلاثة لم نستقبل شكاوى من مفتشية العمل ما يفنّد "الحڤرة" التي يتهمونني بها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/11/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسان مرابط
المصدر : www.horizons-dz.com