اعطوهم حلبة للصراع، اعطوهم ملعب 5 جويلية، أو ملعب الحراش، اتركوهم يتصارعون بعيدا عنا، ليكسر الفخار بعضه! أتحدث عن النقاش البيزنطي الذي أدخلتنا فيه ”الفيلة” بعد التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي وزير الدفاع السابق وعضو المجلس الأعلى للدولة خالد نزار، الذي خرج بعد أسبوع من دفن آيت أحمد، مكذبا ما راج من سنوات وليس يوم وفاته فحسب، أن نزار عرض على آيت أحمد رئاسة المجلس الأعلى للدولة أو بالأحرى رئاسة البلاد، ورفضها المرحوم. نزار قال إنه لم يعرض أبدا عرضا كهذا على آيت أحمد، لكن تصريحاته سرعان ما أثارت ردود فعل، منددة ليس من طرف مناضلي الأفافاس فحسب، بل من طرف مسؤولين سامين ومنهم عضو المجلس الأعلى الممثل لحقوق الإنسان سابقا، علي هارون. وأمس خرج الجنرال محمد بتشين مستشار الرئيس زروال ليقول ”أقول لكم إن خالد نزار اقترح منصب الرئيس على حسين آيت أحمد ولن أزيدكم”، وكأنه يريد وضع حد لهذا النقاش الذي جاء كأنه مفتعل لتحويل الأنظار عن الدستور الجديد وعن قضية الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية.ناقشوا سياستكم الجنائزية بعيدا عن اهتمامات الشعب وهمومه، حياتكم وراءكم وحياة الأجيال الناشئة الذين تلاعبتم بمصيرها أمامها. لا أقول قول ”اخرجوا من أرضنا، من برنا، من بحرنا من ملحنا من جرحنا، أقول فقط اخرجوا من محاولاتكم التحكم في مصيرنا مرة أخرى، لقد أديتم ما عليكم إن أصبتم مشكورون وإن أخطأتم معذورون، وعليكم اليوم أن تسكتوا، أن تخلدوا إلى الراحة، اكتبوا مذكراتكم وعلينا نحن أن نستخلص منها العبر، اتركوا لنا الفرصة لتجنب أخطاء الماضي، نريد أن نهتدي إلى طريقنا بعيدا عن المطبات التي زرعتموها في طريق بعضكم”. نظروا إلى تجربة الأرجنتين، خذوا العبرة من هذه المرأة الكبيرة كريستينا فرنانديز التي أنهت هذه الأيام فترة حكمها وستغادر الحكم تحت دموع جماهير شعبها الذي خرج في وداعها مثلما كان ذلك من بضعة سنوات مع لولا بالبرازيل، وضعوا قواعد ديمقراطية حقيقية ثم خرجوا مسالمين متصالحين مع مبادئ ناضلوا من أجلها.خلوا لكم مكانا في قلوبنا، خلوا كبرياءكم يعلو على أطماعكم، خلوا لنا أمثلة نحتذي بها. أنظروا إلى هذا الرجل الذي منكم، الرئيس زروال، كيف زهد وترك الحكم لما أحس أن بقاءه قد يؤدي بالبلاد إلى أزمة ولا أقول كارثة، غادر إلى بيته ولو لم يطالبه المواطنون بالتدخل في الأزمة التي أثارها الوزير الأول قبيل الرئاسيات مع الشاوية ما كان أرسل الرسالة للمطالبة بقيادة المركبة في الاتجاه الصحيح.نزار اتخذ القرار الذي أعتقد ويعتقد الكثيرون منا أنه صحيح لحماية البلاد من المغامرة الإسلاموية، وبتشين كانت له أخطاؤه مثلما للمرحوم أيضا أخطاؤه، لكنكم اليوم شيوخ متعبون، فاخرجوا من لعبة الحكم حتى لا تحمّلونا أوزاركم وأخطاءكم.. خلوكم كبارا مثلما كنا نعتقد!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/01/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com