نرفض العمل يومي السبت والثلاثاء

دعا الناطق الرسمي لنقابة “كناباست“مسعود بوديبة، وزارة التربية الوطنية إلى العودة إلى الشريك الاجتماعي قبل إصدرا قرارات قال إنها لن تخدم المدرسة الجزائرية، مؤكدا ان الحديث عن مدرسة ذات جودة يقتضي توفير عوامل عديدة ليست متوفرة حاليا في الميدان، مشيرا في حديث مع “الحوار” إلى أن القرارات الارتجالية والفجائية التي صدرت من وزارة التربية مؤخرا ستزيد من حدة التوتر وتخلق صراعات مجانية نحن في غنى عنها.حاورته: سهام حواس
* ما هي الرسالة التي حملها الإضراب الذي دعت إليه نقابة الكناباست اليوم؟
إضراب اليوم خاص بولاية الجزائر، ويخص مجلس الكناباست للجزائر وسط تحديدا، وقد دعت إليه النقابة بعد حدوث عدة تجاوزات، على رأسها التحويلات التعسفية للأساتذة غير القانونية التي مست استقرارهم من طرف مسؤولين بمديرية التربية، خاصة ان عددا كبيرا منهم مثبتون وجدوا أنفسهم في مؤسسات أخرى بدون أي سبب، وهو ما يظهر أن الأستاذ أصبح غير محمي والإداري يفعل ما يريد.
الإضراب هو إنذاري واحتجاجي لإبلاغ الوصاية أن المشاكل يمكنها أن تؤدي إلى انسدادات تعجل بظهور مشاكل أخرى القطاع في غنى عنها.

* هل مست التحويلات التعسفية أساتذة العاصمة فقط؟
التحويلات مست عددا من مديريات التربية عبر الوطن، لكن تم حل معظمها في إطار الحوار والتشاور، غير أن مديرية التربية للجزائر وسط تعمل وفق أهواء العاملين فيها، وترفض أي حوار مع الأساتذة المعنيين بالتحويلات، خاصة أنهم لم يعترفوا بعدم قانونية إجراءاتهم.

* هل نقابة الكناباست معنية بإضراب يوم غد الثلاثاء الذي دعت إليه نقابة “الكلا“؟
إضراب يوم غد خاص بنقابة الكلا ونحن غير معنيين به، كل نقابة لها أرضية مطالب الخاصة بها، وعن إمكانية الالتحاق بأي حركة احتجاجية مستقبلا أشير إلى أن النقابات لها إطار يسمى بالتكتل النقابي، وعن قريب سيعلن عن ميلاد كونفديرالية النقابات المستقلة لدينا مطالب مشتركة كممارسة الحق النقابي وتحسين القدرة الشرائية، ومن خلال هذه الكونفديرالية يمكن لنا رفع انشغالاتنا.

* ما هو تعليقكم على قرار الوزارة بفتح المدارس وإجبار الأساتذة والمعلمين على التدريس يوم السبت ومساء الثلاثاء؟
وزارة التربية أرسلت منشورا مؤرخا في 14 أكتوبر 2018 إلى مديريات التربية ومديري المؤسسات التربوية مع إجبارية التنفيذ تحت عنوان جهاز المعالجة البيداغوجية، هذا الجهاز تم التحضير له بصورة فوقية، وهو جهاز خارج التشريعات البيداغوجية التي يعمل فيها الأستاذ، يفرض على المديرين إعداد توقيت زمني للأستاذ للعمل خارج أوقات العمل يوم السبت ومساء الثلاثاء حسب المنشور، مع العلم أن المعالجة البيداغوجية هي جزء من عمل الأستاذ، وعدد الساعات تضاف إلى الحجم الساعي للأستاذ تخص هذه المسألة سواء استدراك أو معالجة بيداغوجية، بالإضافة إلى عمل الأستاذ خلال اليوم أو الشهر أو الأسبوع.
أعتقد أن الوزارة في خرجتها الفردية تريد أن تؤسس لتوقيت ساعي جديد للأستاذ خارج القوانين التي تنظم العمل بالنسبة للأستاذ. ونقابة الكناباسات ترى أن وزارة التربية تعتبر الأستاذ عدوا ويجب التضييق عليه ورفع الحجم الساعي له، ونحن كنقابة الكناباست نرفض هذا الجهاز ونرفض فرضه على الأستاذ في كل الأطوار التعليمية.
والأمر الثاني عندما تفرض الوزارة على المدير تطبيق القرار يجد نفسه في مواجهة رفض الأساتذة، وهو ما يفتح الباب لصراعات مجانية تعكر الأجواء داخل المؤسسات التربوية، وهو ما يدفع الأساتذة للاحتجاج.
وهذا دليل أن واضعي هذا القرار يجهلون واقع المدرسة الجزائرية وعاكفون على مسائل تنظيري ومحاولة تطبيق برامج جاهزة عبر سياسة “كوبي كولي” دون دراسة واقع المدرسة الجزائرية، ونحن كنقابة نرفض جميع أشكال الضغط الممارسة ضد الأستاذة.
نحذر وزارة التربية من هذه الممارسات والمراسلات الفوقية التي لا تشرك فيها الجماعة التربوية، مع العلم أن مسألة المعالجة البيداغوجية أن تناقش مع الشريك الاجتماعي، ونحملها نتائج مثل هذه القرارات التي تدخل ضمن سياسة تفكيك نقاط القوة في المدرسة الجزائرية “الأستاذ”.
ونقول للمسؤولين عليكم بحل المشاكل القاعدية أولا، منها الاكتظاظ ونقص الوسائل التعليمية ونقص المرافق وسياسة التوظيف في القطاع التربوي والتي أصبحت تعتمد على تهميش خريجي المدارس العليا عبر إدخالهم في الأرضية الرقميةو وهو ما يؤكد سياسة التوظيف الفاشلة في القطاع.

* هل ستخلق تعليمة منع النقاب في المؤسسات العمومية مشكلا في قطاع التربية الذي يشكل العنصر النسوي فيه نسبة معتبرة؟
نرى أن ظهور تعليمة منع النقاب في هذا الوقت ظهور مجاني لتوجيه الرأي العام عن المشاكل الحقيقية، ولم تطرح لنا في القطاع مشكلا من هذا النوع ولم يصلنا أي تقرير حوله.
وإثارتها هي استفزاز وإثارة جدل نحن في غنى عنه، كان من المفترض أن نتجنب هذا النقاش، وكان من الأولى أن نفعّل الأنظمة الداخلية عوض أن ندخل القطاع في مشاكل هامشية سيتم استغلالها بصورة سيئة لخلق مشاكل نحن في غنى عنها، لأن الكناباست تعتقد أن مشاكل قطاع التربية اكبر من النقاب.