أحيت قيادة القوات البحرية الجزائرية الذكرى الخمسين لاسترجاع القاعدة البحرية لمرسى الكبير بوهران، الموافق للثاني فيفري من كل سنة، حيث رحل في هذا اليوم من سنة 1968 آخر جندي فرنسي من التراب والإقليم البحري الجزائري بعد أربع سنوات من إعلان الاستقلال. وقد أجبرت السلطات العسكرية المستعمر الفرنسي على الرحيل قبل انتهاء الفترة التي حددتها اتفاقية إيفيان ب 15 سنة، وفي هذا التاريخ استطاعت الجزائر أن تستكمل استرجاع كامل سيادتها الوطنية من خلال استعادة ترابها ومياهها الإقليمية.وتم بالمناسبة تنظيم ندوة بالمتحف المركزي للجيش "الشاذلي بن جديد" حضرته إطارت عسكرية، تم خلاله تقديم مداخلات عن التاريخ العريق لبحريتنا، نشطها إطارات عسكرية، وعرض فيلم وثائقي أبرز أهم المحطات التي مرت بها البحرية، والتطور الذي شهدته عبر السنوات، سواء من الناحية المادية أو البشرية، إلى جانب معرض، يبين بالمعلومات والصور الحقب المتعاقبة على هذا السلك العسكري الهام، الذي يساهم في حماية 1250 لكم من السواحل.
وأشاد مدير المتحف المركزي العقيد مراد شوشان بهذا الحدث التاريخي، قائلا إنه تطبيقا لتعليمات القيادة العليا للجيش يتم تخليد هدا اليوم الأغرّ الذي كُتبت حروفه من ذهب؛ عرفانا بما قدمه الأبطال الذين حرروا البلاد من براثن الاستعمار الغاشم، وأن القاعدة البحرية لمرسى الكبير تُعد معلما من المعالم التاريخية الشاهدة على هيمنة البحرية الجزائرية عبر العصور، وأن البحرية الجزائرية بحكمتها ودبلوماسيتها، أصرت على استرجاع القاعدة لاستكمال السيادة الوطنية واسترجاع حدودنا.
وذكر العقيد بوروينة عبد القادر، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في التاريخ العسكري الجزائري ل "المساء" على هامش الاحتفالية، أن استرجاع قاعدة مرسى الكبير يُعد حدثا وطنيا هاما، لما يحمله من دلالات تكمن في أهمية القاعدة البحرية لمرسى المكان وموقعه الحساس، مشيرا إلى أن كل الأمم التي توالت على الجزائر أدركت هذه الأهمية واستغلت القاعدة عسكريا واقتصاديا، وأن الاستعمار الفرنسي بعد أن تلقى درسا قاسيا على يد جيش التحرير الوطني، حاول أن يتشبث بمجموعة من المكاسب على التراب الوطني، فاستعمل قاعدة مرسى الكبير كورقة للضغط على الوفد الجزائري المفاوض، واستطاع أن يفرض بند بقائه لمدة 15 سنة، مع اشتراط قبول هذه الاتفاقية، لكن السلطات الجزائرية كانت دائما تنظر إلى وجود العسكر بالقاعدة على أنه مساس بالسيادة الوطنية، وبالتالي عملت بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لتحريرها نهائيا من الوجود الفرنسي، وتحقق ذلك في 2 فيفري 1968، وبذلك استعادت الجزائر هذه القاعدة التي صارت اليوم واجهة اقتصادية، وقطبا هاما لإصلاح السفن الحربية، بل ولصناعتها.
للإشارة فإن معرض تاريخ البحرية الجزائية مفتوح بالمتحف المركزي للجيش لفائدة الجمهور، خاصة الطلبة منذ أول أمس، وبه إطارات عسكرية يقومون بشرح اللوحات التي تحمل في طياتها أهم الحقب التاريخية النيّرة التي مرت به بحريتنا، التي صارت اليوم قوة ضاربة في البحر الأبيض المتوسط، بفضل اهتمام القيادة العليا للبلاد بهذا السلك العسكري، الذي يعد الدرع الهام الذي يحمي المياه الإقليمية والتراب الوطني من الضفة الشمالية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيد كعبوب
المصدر : www.el-massa.com