الجزائر

ندوة تاريخية بجامعة الجلفة حول شخصية أبو القاسم سعد الله


ندوة تاريخية بجامعة الجلفة حول شخصية أبو القاسم سعد الله
أقيمت اليوم الأحد بمعهد العلوم الانسانية وبتنظيم من قسمي الإعلام والاتصال والتاريخ ندوة تاريخية حول شخصية الراحل أبو القاسم سعد الله ، بحضور عميد ورئيس وأساتذة وطلبة القسم، تزامنا مع مرور أربعين يوما عن وفاته، حيث نشط الندوة أساتذة تتلمذوا على يد الراحل وكانت لهم ذكريات وشهادات في حقه، تطرقوا إلى مناقب وخصال الرجل، وخرجوا بعدد من التوصيات من بينها تسمية مدرج بقسم العلوم الإنسانية باسمه، وكذا التأسيس لمجلة دورية تدرس جوانب من فكره.وفي الكلمة الترحيبية التي ألقاها عميد قسم العلوم الانسانية والاجتماعية السيد "عيسى أخذري" قبل الاعلان عن إفتتاح الندوة، إعتبر أنّ هذه الوقفة في حق العالم والمؤرخ والمحقق والمترجم والشاعر، الرجل الفذ أبو القاسم سعد الله الذي يعتبر تاريخ الجزائر الثقافي بالمعنى الواسع، فهو قامة من قامات الجزائر الشامخة، أفنى حياته في سبيل البحث في تاريخ الجزائر وترك وراءه إرثا ثمينا تمثل في عشرة أجزاء في تاريخ الجزائر الثقافي، وأربعة أجزاء في الحركة الوطنية وخمسة أجزاء في أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، ومؤلفات أخرى في الأدب والترجمة والتحقيق والشعر أيضا. وأضاف ذات المتحدث أنّ القسم يعمل على تنظيم ملتقى وطني خاص بالراحل في قريب الايام.سعد الله المؤرختمحورت مداخلة الاستاذ " برابح الشيخ" حول شخصية المؤرخ الذي بدأها أديبا ثم تفتقت في التاريخ، يقول أنّ الفقيد فرق بين ثلاث مناهج في التاريخ، الرسمي تكتبه الحكومات والأنظمة والأحزاب بوجهة نظر محددة وايديولوجيات مسبقة، والشعبي تحفظه الذاكرة الشعبية والرواة، والعلمي الأكاديمي الذي أسس له الفقيد يرتبط بما هو مكتوب من المصادر والمراجع وما جمع في الارشيف، وما عدا ذلك قد تكون اجتهادات وحكايا، فالتاريخ علم قائم بذاته له منهجه واسسه وضوابطه.ويضيف أنّ أبا القاسم أسس مدرسة تاريخية جزائرية دون أن ينسب تأسيسها لنفسه، بل قال أنه واصل مسيرة من سبقوه قدما، وصنف الراحل الأمم إلى ثلاث، أمة تصنع التاريخ وأمة تكتبه وأخرى تقرأه ويقول "..نحن صنعنا التاريخ ولم نكتبه أو نقراه" ، وقال أيضا "..أنّ الشعب الجزائري لا يكتب لانه يخاف من التاريخ"، متعجبا لهذا الشعب الذي يطرد الاستعمار الفرنسي ويفشل في كتابة تاريخه، ويتوقف على نظرية "الجزائريون مولعون بكتابة التاريخ من الرواية الفرنسية"..سعد الله المفكروتحدث الأستاذ " جلول هجرسي" أنّ سعد الله المفكر هو نتاج المدرسة الوطنية الجزائرية التي تأسست بكامل اطرها بعد الاستقلال كمواجهة للمدرسة الفرنسية التي كان فيها الصراع بين ايديولوجيتين فرنسية وعربية إسلامية، وحافظ على الهوية الجزائرية أثناء الثورة التحريرية من خلال مقالاته، ويقول أنه كان واحد من الذين يفهمون على أنّ التاريخ دراسة الماضي لمعرفة الحاضر وإستشراف المستقبل.ويقول، وُصف "سعد الله" بهيلدوت التاريخ، وأب الحركة الوطنية في بعدها التاريخي، ووُصف بالخزانة المستقلة، وهو يشكل استثناء لأنه رفض كافة المناصب التي عرضت عليه لأنه المؤمن دائما بأنّ العمل الإداري والسياسي يقتل البحث العلمي، وتثمينا لرسالته النبيلة قال الراحل " ملتزما من القسم إلى القبر..". سعد الله الأستاذوقدم الأستاذ " القن محمد" من خلال تدخله بعض الملاحظات التي يتذكرها عندما كان طالبا لدى الفقيد حول كيفية تقديمه لدرسه وكيفية تعامله مع طلبته، يقول أنه كان يدرك أنّ رسالة الأستاذ الجامعي هي تثقيف للعقل، وتنمية لملكة البحث العلمي والقراءة والتحكم في المنهج ووسائل البحث ، فقد اعتمد على مبدأ التحاوروالتشاور، كما كان يحرص على الطلبة أن يكونوا فعالين في الحصة، أي يشاركون ويدلون بمعلوماتهم ويطرحون آرائهم ويثمّن مجهوداتهم، فهو يؤمن بالرسالة التي يقوم بها طالب باحث لا طالب متلقي فقط.وقد كان الأستاذ الوحيد الذي يُجهد طلبته، لأنه يرى أنه يجب أن يكون للطالب زاد وثروة لغوية، وكان رحيما متواضعا في تعامله، يساعد، يوجّه، و يكوّن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)