ندرة وارتفاع جنوني لأسعار «الأورو» في السوق الموازية

عرفت أسعار عملة الأورو ارتفاعا فاحشا في السوق الموازية، لم يعرف له مثيل في السابق، وذلك بالرغم من عودة المغتربين، وكذا ذهاب الحجاج إلى البقاع المقدسة، هذا فضلا عن ندرته، في الكثير من المحلاّت المتواجدة بوسط المدينة، والتي قصدناها يوم أمس من خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى هذه الفضاءات، فقد وصل سعر شراء 100 أورو ب 16.350 دج ، أما عن ثمن البيع بالنسبة لذات القيمة فقد تراوح ما بين 16.200دج و 16.250 دج. وهو الأمر الذي خلق تذمرا واستياء كبيرين بالنسبة للعديد من التجار الذين يقصدون الدول الأوروبية لاقتناء سلعهم. علما أنه خلال الشهر الفارط بلغ ثمن شراء 100 أورو في السوق الموازية 16.100دج، أما عن ثمن البيع فتراوح مابين 15.900دج و 16.000دج. وهي القيمة التي تعد مرتفعة بالرغم من توفر السيولة المالية التي جلبها المغتربون في مثل هذا الموسم، ويعود السبب في ذلك إلى كثرة الطلب عليها من قبل العديد من الجزائريين الذين يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية خارج أرض الوطن باتجاه تونس أو تركيا أو إسبانيا ..و غيرها من الدول، خلال شهر أوت. لكن الأمر المحيّر أنه وبالرغم من انتهاء موسم الاصطياف وعودة المغتربين وذهاب الحجاج إلى أنّ أسعار الصرف لا تزال في ارتفاع متواصل. وفي ذات السياق تجدر الإشارة إلى أنّ العارفين بسوق العملات يتوقعون أن يزداد الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة. فيما سبق لأحد الخبراء الاقتصاديين وأن أفاد أنّ سبب ارتفاع العملة الصعبة وفي مقدمتها «الأورو» راجع إلى الإستراتيجية الجديدة التي تتبعها الحكومة ووزارة التجارة في إطار مراقبة التجارة الخارجية ومنع استيراد بعض السلع من الكماليات من خلال منع تمويل البنوك لعمليات الاستيراد، الأمر الذي جعل عدد من المستوردين يعتمدون على إمكانيتهم المادية الخاصة ودفعهم بالإقبال على اقتناء الملايين من العملة الصعبة لتصريف معاملاتهم