أزمة حليب خانقة تعيشها عنابة منذ أشهر، برهنت بشكل قاطع على الفشل الذريع لجميع مخططات إنعاش هذه الشعبة من القطاع الفلاحي، الذي يعاني من جملة من المشاكل والعراقيل كانت سببا في عدول غالبية الفلاحين عن النشاط في عديد الشعب، على غرار تربية الأبقار الحلوب أو تربية النحل أو حتى غرس الأشجار المثمرة.تناقض كبير يظهر في الأرقام التي تدلي بها المصالح الفلاحية بعنابة في ما يخص إنتاج الحليب بواقع ندرته على مستوى السوق المحلي، حيث أن ذات المصالح كانت قد أكدت أنه منذ السنة الفارطة تاريخ إبرام اتفاقية شراكة بين مستثمرين في شعبة الحليب والمجمعات الصناعية للحليب، وعلى رأسها مؤسسة ”جيبلي”، سيعرف الإنتاج ارتفاعا يصل إلى 40 مليون لتر سنويا، لم يكن له أي أثر على توزيع هذه المادة الحيوية التي اختفت بشكل شبه نهائي من الأسواق المحلية للولاية، حيث أن أكياس ال25 دج لا وجود لها نهائيا في الوقت الذي يتم التسويق فيه لحليب الأبقار الموضوع في أكياس بلاستيكية، يتم بيعها ب35 دينار نوعيتها رديئة جدا. وعلى الرغم أن نصف عدد مربي الأبقار البالغ تعدادهم حسب إحصائيات رسمية537 مربي منخرطون في برنامج جمع الحليب ومستفيدون من آليات دعم وتشجيع هذا النشاط الحيوي، غير أنهم يجدون أنفسهم غارقين في مشاكل كثيرة تخص سعر البيع وهامش الربح إلى جانب إشكاليات التوزيع، وغيرها من المشاكل التي تقف عائقا أمام تنمية نشاطاتهم وتوسيعها، الأمر الذي انعكس سلبيا على وصول هذه المادة للمواطن العنابي، علما أن الواقع المتدهور للقطاع يطرح عديد التساؤلات حول الجهات المستفيدة من تذبذب توزيع مادة الحليب بولاية عنابة، والتي بالموازاة تعرف أرقام الإنتاج ارتفاعا غير مسبوق منذ 2013 التي شهدت إنتاج 18 مليون لتر حليب، ثم تلتها سنة 2014 التي عرفت إنتاج 30 مليون لتر سنويا. غير أن الواقع المتدهور لم يعرف تغيرا منذ سنة 2012 التي عرفت إنتاج 10 ملايين لتر سنويا.تجدر الإشارة إلى أن شعبة الحليب تتوفر على 22700 رأس بقر 64 بالمائة منها من السلالة المحلية، وقد عرفت السنة الماضية استيراد 150 رأس بقر لإنعاشها وتطوير أساليب الاستغلال بشكل أمثل، إلا أن احتجاجات موزعي الحليب المتكررة أمام المصانع التحويلية، على غرار الايدوغ وغيرها، تؤكد أن السياسة التسييرية العرجاء للقطاع هي التي تقف وراء جملة العراقيل والمعوقات التي لم تسمح للأموال المهولة وآليات تحسين القطاع من تحقيق أهدافه على أرض الواقع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وهيبةع
المصدر : www.al-fadjr.com