الجزائر - Tolga


نخيل طولقة (بسكرة)
الموقع:
تقع نخيل طولقة في بلدية طولقة، عاصمة دائرة تحمل الاسم نفسه، في ولاية بسكرة، على بعد حوالي 35 كم غرب مدينة بسكرة في الجزائر. تُعد طولقة واحة رمزية في منطقة الزيبان، وتشتهر بامتداداتها الشاسعة من نخيل التمر التي تغطي آلاف الهكتارات، مكونة منظرًا أخضر في قلب بيئة شبه قاحلة.

الجغرافيا:
الموقع: تتربع طولقة على ارتفاع متوسط يتراوح بين 150 و180 مترًا فوق مستوى البحر، في سهل خصب يحده من الشمال سفوح الأطلس الصحراوي (جبال الزاب) ومن الجنوب أولى كثبان الصحراء الكبرى.
الهيدرولوجيا: تُروى النخيل من خلال شبكة معقدة من الفكارة (قنوات مائية تحت الأرض تقليدية)، والآبار الأرتوازية، والأودية الموسمية مثل وادي الحي، التي توفر المياه اللازمة في هذه المنطقة التي نادرًا ما تتجاوز فيها الأمطار السنوية 150 ملم.
خصائص النخيل:
المساحة: تغطي نخيل طولقة حوالي 10,000 هكتار، وتضم أكثر من 1.5 مليون نخلة تمر، وفقًا لتقديرات الزراعة المحلية. هذه الكثافة تجعلها واحدة من أكبر التجمعات النخيلية في الجزائر.
أصناف التمور: تشتهر طولقة عالميًا بإنتاج تمر "دقلة نور"، الملقب بـ"ملكة التمور" بفضل قوامه الطري، لونه الذهبي الشفاف، وطعمه السكري الفريد. تُزرع أصناف أخرى مثل "غرس" و"تافزوين"، لكن "دقلة نور" تهيمن بنسبة حوالي 70% من الإنتاج المحلي.
عمر النخيل: تضم بعض النخيل أشجارًا عمرها قرون، زُرعت في العهد العثماني أو حتى قبل ذلك، مما يعكس تقليدًا زراعيًا طويل الأمد.
الاقتصاد:
الإنتاج: تُنتج طولقة سنويًا بين 80,000 و100,000 طن من التمور، حسب الظروف المناخية وإحصاءات وزارة الفلاحة. يُصدر جزء كبير من هذا الإنتاج إلى أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، مما يجعل طولقة لاعبًا رئيسيًا في تجارة التمور العالمية.
السوق المحلي: يعرف السوق الأسبوعي في طولقة انتعاشًا كبيرًا خلال موسم الحصاد (من سبتمبر إلى نوفمبر)، حيث يجذب التجار من مختلف أنحاء البلاد. تُباع التمور طازجة (رطب) أو مجففة، غالبًا في عبوات تقليدية أو حديثة.
المحاصيل الأخرى: تحت النخيل، يمارس الفلاحون زراعة بينية تشمل الخضروات (الطماطم، الفلفل) والفواكه (الرمان، التين)، مما يحسن استغلال المساحة والظل الذي توفره الأشجار.
الأهمية الثقافية والتاريخية:
التاريخ: تعود أصول نخيل طولقة إلى قرون مضت، مرتبطة بالسكان البربر والعرب الذين طوروا الزراعة الواحية في الزيبان. خلال العهد العثماني (القرن 16-19)، أصبحت طولقة مركزًا زراعيًا مزدهرًا بفضل مواردها المائية وموقعها على طرق القوافل.
التراث: تُعد النخيل تراثًا حيًا، متجذرًا في التقاليد المحلية. لا تزال تقنيات الري (الفكارة) والتلقيح اليدوي للنخيل، المنقولة عبر الأجيال، تُستخدم حتى اليوم.
المقاومة: خلال الاحتلال الفرنسي، كانت النخيل ملجأً وموردًا للمقاومين المحليين، خاصة أثناء انتفاضات القرن التاسع عشر.
المواقع والخصائص البارزة:
نخيل زاوية المائدة: إحدى أقدم المناطق وأكثرها كثافة في طولقة، تشتهر بنخيلها المهيب وجودة تمورها العالية.
قصر طولقة: بالقرب من النخيل، يوجد هذا القرية المحصنة القديمة المبنية من الطوب اللبن (الطوب)، تضيف بُعدًا تاريخيًا للمشهد، رغم أنها متدهورة جزئيًا.
الفكارة: تظهر هذه القنوات تحت الأرضية، التي يعود بعضها إلى قرون، في المناطق المحيطة، وتُظهر براعة هندسية مائية قديمة.
الوضع الحالي والتحديات:
الحفاظ: تُعتنى بنخيل طولقة جيدًا، لكنها تواجه تحديات حديثة مثل تملح التربة، نقص المياه بسبب استنزاف الخزانات الجوفية، وأمراض النخيل (مثل البيوض، رغم أنه أقل انتشارًا هنا).
السياحة: على الرغم من أنها أقل شهرة سياحيًا من بسكرة، تجذب طولقة الزوار بمناظرها الخلابة ومهرجانات التمور التي تُنظم كل خريف للاحتفال بالحصاد.
ملاحظات:
غالبًا ما تُلقب طولقة بـ"عاصمة التمور" في الجزائر، منافسةً مناطق أخرى مثل غرداية والوادي. تُعزى شهرتها العالمية إلى جودة "دقلة نور" الاستثنائية، التي تشكل حوالي 30% من صادرات التمور الجزائرية.
للحصول على بيانات دقيقة عن الإنتاج أو تفاصيل حول نخيل معينة، يُنصح بمراجعة السلطات الزراعية المحلية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)