الجزائر

نحو تفاعل الفضاء الرقمي


ساهمت التكنولوجيا الحديثة في فرض قوانينها وأدبياتها على حاضر الأدب وراهنه، وعكس ما كان سائدا في القرنين الماضيين، ما تبعهما من تطور على مستوى النصوص الأدبية، رافقت الممارسة الابداعية، أوجها عديدة من الطفرات، سواء تلك التي روضت النص الأدبي وأخرجته من شرنقته وعالمه الخاص، أو تلك التي ساهمت كثيرا في تجلي اللغة «الومضة».ومع المواكبة الدائمة للعالم الرقمي والفضاءات الجديدة لم يتمكن النص الأدبي من العيش وحده دون تفاعل الآخر معه ما عجل بالكتابة الأدبية الولوج إلى هذا الفضاء وإستخدامها الابحار الشبيه بالابحار الرقمي في عالم الأنترنت، الأمر الذي جعلها تتفاعل مع آليات جديدة، ولغة أيضا حديثة لم يكن لها وجود أو سبق معرفي قائم من قبل، كما هو الشأن مثلا في علوم الحياة والانسان.
لقد شكل الأدب التفاعلي محطة مهمة في تاريخ الكتابة الأدبية فحول الثابت إلى متغير، والمتغير، إلى رقم إفتراضي يمكن الابحار من خلاله قصد الوصول إلى أكبر عملية تفاعلية بين الكاتب والجمهور.
شكل القارئ الافتراضي حلقة مفصلية في هذا الزخم المعرفي لأنه يجد راحة كبيرة في التنقل والتفاعل أمام عدد لابأس به من الكتب والإصدارات في وقت وجيز، دون عناء التنقل من محطة إلى أخرى، إذ يمكنه بواسطة لوحة المفاتيح إختيار الندوة التي يراها مناسبة وتليق به أو قراءة كتاب يراه الأوفر حظا لتوفير المتعة والقراءة.
الملتقى الذي أقيم بجامعة ورڤلة وبمعهد اللغة العربية وآدابها في الحقيقة هو طفرة نوعية في عالم الكتابة والممارسة الابداعية لفرض سلطة النص من جهة والسماح لأكبر عدد ممكن من القراء بالولوج والمتابعة بمجرد الضغط على الزر وكسر تلك الحدود الوهمية للإبداع.
إن تسليط الضوء على مثل هذه الخطابات من شأنه أيضا أن يفتح المجال أمام رؤية أخرى نقدية بآليات حديثة لأن النص الحداثي الالكتروني له جمهوره وله تفاعله وله نكهته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)