أعلن الدكتور بلعرج أمين، طبيب مختص في أمراض الأعصاب على مستوى المستشفى الجامعي، الحكيم بن زرجب بوهران، عن استعداد الجزائر لتبني الجيل الثاني من العلاجات الفموية المستخدمة لحالات انتكاس «التصلب المتعدد»، محذرا في نفس الوقت من الارتفاع المستمر في عدد حالات الإصابة الجديدة بهذا المرض، ولاسيما بالمدن الكبرى، جراء تطور الاختبارات الذي تكشف عنه، وكذا التلوث، وغيرها من العوامل الأخرى.أوضح بلعرج أنّ الأدوية الحديثة الخاصة بهذا المرض عبارة عن كبسولات تقلل من معدل الانتكاسة في مرض «التصلب اللويحي المتعدد»، وتوصف بفعاليتها العالية وقدرتها على ضبط المرض والسيطرة عليه بشكل لافت، في وقت لا تزال فيه الجزائر تعتمد على الجيل الأول من الأدوية المستخدمة في العلاج عن طريق الحقن، سواء كان تحت الجلد أو في العضلة أو عبر الوريد، وتتمتع بفعالية مماثلة، كونها تقلل من معدل التصلب المتعدد، وتبطئ التعرض لآفات الدماغ الجديدة ذات الصلة بمرض التصلب المتعدد، وفق نفس المصدر.
واستنادا إلى التوضيحات المقدمة، فإن التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد، هو مرض مناعي مزمن، يسبب التهابا في الجهاز العصبي، نتيجة خلل في جهاز المناعة الذي وظيفته حماية الجسم من الأجسام الغريبة، وتصبح الأجسام المضادة لا تفرق ما بين الخلايا فتقوم بمهاجمة الخلايا العصبية، ويحدث ما يعرف بتآكل مادة «الميالين (Myelin)، وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها».
ومرض التصلب اللويحي له أعراض مختلفة ومتنوعة، تتفاوت قوتها وحدتها من شخص إلى آخر، وتتعلق بموقع الألياف العصبية المصابة، من بينها أعراض حسية حركية والرؤية، ومشكلته انه يسبب إعاقات وخصوصا الحركية والمعرفية، وهو السبب الثاني بعد حوادث المرور الذي يتسبب في الإعاقة الحركية عند الشباب.
ويصنّف إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي، وهو الأكثر شيوعًا (80 - 90 % من الحالات)، والتصلب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، ويصيب نسبة 30 % من مرضى التصلب العصبي المتعدد، وعادة ما يحصل بعد سنوات طويلة من المرض، ناهيك عن التصلب العصبي المتعدد المتقدم الأولي، ويحدث بنسبة 5 إلى 15 % من مرضى التصلب العصبي.
كما أوضح مصدرنا بأنّ «أسباب هذا الخلل في المناعة، لا تزال غير معروفة إلى يومنا هذا، مع تسجيل عدة فرضيات، من بينها عوامل بيئية على غرار التلوث، وهو ما يفسر تزايد هذا المرض بالمدن الكبرى، لذلك يسمى بمرض التحضر، كما تحصي الأرقام إصابة عدّة أفراد من عائلة واحدة بالتصلب المتعدد، فدخلت بذلك فرضية القابلية الجينية لبعض العائلات...».
وفي ظل الظروف الراهنة، دعا الدكتور بلعرج آمين، هذه الفئة إلى تجنب التنقل للمستشفى، إلا في حالة التعرض لهجمة عدوانية خطيرة، باعتبارهم الأكثر عرضة لفيروس كورونا، موضحا أنّ مخابر خاصة تتكفّل بمهمة إيصال وصفة الدواء الذي يحد من تفاقم المرض إلى المريض في شتى ولايات الغرب العلاج.
وعاد ليؤكّد أنه لا يوجد علاج شافي للمرض، ما عدا بعض العلاجات المعدّلة التي توصف حسب حالة كل مريض، بهدف الحد من انتكاسات التصلب المتعدد وتؤخّر تفاقم الإعاقة إلى حد ما، ومنها حقن تحت الجلد والعضلات وأخرى عن طريق الوريد، وهي أدوية من الجيل الأول تعتمدها الجزائر إلى يومنا هذا، وذلك في انتظار اعتماد الجيل الثاني من الأدوية عن طريق الفم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/08/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : براهمية مسعودة
المصدر : www.ech-chaab.net