الجزائر

نجم شبيبة سكيكدة ووفاق سطيف والمنتخب الوطني السابق محمد حنيش ''دراوي توقع أن أكون خليفته رفقة بلومي''



 يعدّ محمد حنيش واحدا من بين اللاعبين الذين أقنعوا كبار المدربين في الجزائر، من بينهم مخلوفي وكرمالي، مع تشريفه لألوان الفريق الوطني، حيث شارك ضد مالاوي وزامبيا، كما حمل ألوان وفاق سطيف وقاد شبيبة سكيكدة إلى القسم الوطني الأول في الثمانينيات.
 وصف المرحوم عيسى دراوي، محمد حنيش بخليفته في منصب رقم .10 ورغم هذا، فإن حنيش مرّ بجملة من المشاكل مع شبيبة سكيكدة، ولايزال يبحث عن لغزها، وعن سبب عدم استلامه استدعاء الفريق الوطني من صالحي العياشي يوم كان لاعبا في وفاق سطيف.
محمد بدأ ممارسة كرة القدم في حيّه المعروف بـ حومة الطليان وسط مدينة سكيكدة، وفي ثانوية الإبراهيمي التي حوّلت حاليا إلى متوسطة، منحت له الفرصة مرة واحدة ضمن فريق الثانوية، والتي استغلها وأقنع المشرفين على الفريق. ورغم هذا، لم يوقع إجازة مع أي فريق.
وفي أحد الأيام، يقول محمد اتصل بي المرحوم أحسن زفالو ، وأخبرني بعملية التنقية التي يقوم بها فريق الضمان الاجتماعي الذي كان ينتمي إلى البطولة الولائية، ويشرف عليه المرحوم حسين بوشاش الذي اختاره من بين 600 مشارك في الاختبار، وكان آنذاك في صنف الأواسط، غير أنه ارتقى مباشرة إلى فريق الأكابر .
 الإصلاح الرياضي وراء انتقالي إلى الشبيبة
وأضاف حنيش بعد سنوات قضيتها في فريق الضمان الاجتماعي، انتقلت إلى فريق شبيبة سكيكدة التي أصبحت تعرف بمشعل بلدية سكيكدة، وهذا في إطار الإصلاح الرياضي، ومجيئي إلى هذا الفريق كان بطلب من بعض اللاعبين وباستدعاء من المرحومين حسين والشريف بوشاش، وكان هذا موسم 76/.77 وفي سنة 1978 نزل الشيخ كرمالي إلى سكيكدة خصيصا ليعرض عليّ الانضمام إلى وفاق سطيف الذي كان يشرف عليه، حيث حزمت أمتعتي مباشرة والتحقت بالوفاق. وفي نفس الموسم، تم استدعائي إلى الفريق الوطني من طرف المدرب رشيد مخلوفي رفقة اللاعب لخضر بلومي، والمناسبة كانت التحضير لتصفيات كأس العالم، وقد شاركت في مباراتي مالاوي وزامبيا إلى جانب كل من سرباح وبلومي وعصاد ومحيوز الذي كان الصديق الحميم .
عدم وصول استدعائي لمباراة السودان بقسنطينة لم أعرف سببه لحد الآن
بعد لقاء زامبيا، وجه لي المدرب رشيد مخلوفي استدعاء للمشاركة في التربص التحضيري لمباراة السودان بقسنطينة، وقد تزامن هذا مع تنقل وفاق سطيف إلى وهران دون مشاركتي، حيث تغيّبت عن هذا اللقاء الذي تزامن مع عيد الأضحى. وكنت أتوقع بأن الاستدعاء قد يسلمه المرحوم هدفي، قائد الفريق الوطني، لمسؤولي الوفاق، غير أن ذلك لم يحصل. وفي قسنطينة، أعجب المدرب رشيد مخلوفي بالجمهور الغفير الذي حضر اللقاء. ولدى استفساره، أخبره المدرب يوسف الكنز بأن أكبر عدد من الجمهور جاء من سكيكدة لمشاهدة محمد حنيش، ليرد عليه المدرب الوطني بأنه أرسل له الاستدعاء ولم يحضر التربص، وبالتالي هو غير مدرج ضمن التشكيلة .
 المرحوم هدفي قال بأن الاستدعاء سلم إلى صالحي العياشي
ويقول محمد حنيش بأن الاستدعاء يكون قد ضاع من صالحي العياشي الأمر الذي حرمني من مواصلة اللعب في الفريق الوطني. ورغم هذا، واصلت اللعب في الوفاق إلى غاية نهاية الموسم، دون أن أعلم حقيقة ذلك الاستدعاء الذي بسببه حرمت من الفريق الوطني، خاصة أن رشيد مخلوفي منحني الفرصة ضد زامبيا رفقة نخبة من اللاعبين الممتازين، أمثال بلومي وماجر وعصاد ومحمد قاسي السعيد ومرزقان وبحبوح، وغيرهم من اللاعبين الممتازين. وقد أثـر هذا الغياب عليّ، الأمر الذي جعلني أقرر مغادرة الوفاق .
العودة إلى الشبيبة كانت مفرحة ومحزنة في نفس الوقت
في موسم 78/79 رجعت إلى شبيبة سكيكدة، وقد تزامن هذا مع عودة المرحوم عيسى دراوي إلى الشبيبة، حيث لعبنا جنبا إلى جنب وتداولنا على القميص رقم 10 وقدمنا الكثير للشبيبة، ولكن ضيعنا الصعود في ذلك الموسم أمام جمعية الخروب. ورغم هذا، واصلت اللعب تحت ألوان المدرسة السكيكدية إلى غاية موسم 84/85 حيث قرر الطاقم الفني الاستغناء عني دون مبرّر، الأمر الذي لم أجد له تفسيرا، مع احتمال أنه له علاقة بتربص عنابة الذي التقيت فيه ببعض الزملاء من اللاعبين.
ومباشرة بعد ذلك، عزلت من قبل طاقم التدريب المشكل من الثنائي فيدوم وبوجناح، وكان هذا مباشرة بعد مباراة جيجل والشبيبة. وفي الموسم الموالي، أدرجت مع اللاعبين الجدد للمشاركة في عملية التنقية، وقدمت الكثير لطاقم التدريب، الذي لايزال يخفي عني حقيقة عزلي.
 حققنا الصعود بـ34 فوزا
ورغم المحن والصعوبات التي واجهتها مع نفس الطاقم، إلا أنني شاركت في الصعود، حيث أنهينا البطولة بـ34 فوزا موسم 87 ومنحت لي شارة القائد من طرف نفس الطاقم الذي أراد تحطيمي، لأسباب أجهلها. وبقيت في صفوف الشبيبة إلى غاية التسعينيات، حيث فضلت الاعتزال رغم العروض التي تهاطلت عليّ من أندية معروفة، منها شباب ومولودية قسنطينة واتحاد عنابة ووفاق القل، يوم كنت في أحسن عطائي، إلا أنني رفضت ذلك بسبب ما عشته في فريقي الأصلي.
وسبق للمرحوم عيسى دراوي أن قال لي في إحدى المناسبات الكروية بأنني سأكون خليفته، وذلك لأن طريقة لعبي لا تختلف عن طريقته، وتعلمت منه أشياء كثيرة، خاصة عند المراوغات ورفع الرأس، وهي الصفة التي يمتاز بها المرحوم، وكان إلى جانبي لخضر بلومي الذي شرف رقم 10 كما شرفه عيسى دراوي الذي بدوره كان خليفة لحسان لالماس في السبعينيات .
 الكرة الجزائرية فقدت الكثير من ميزاتها وأصبحت مريضة
كرة القدم الجزائرية فقدت الكثير من مستواها الذي كانت عليه في العشريتين الماضيتين من القرن الماضي، بالنظر إلى ما بلغته في الوقت الحاضر الذي أصبح فيه اللاعب يتقاضى مبالغ مالية معتبرة نزعت منه حب ألوان فريقه، عكس ما كنا عليه نحن في النوادي، حيث كان همنا الوحيد تشريف ألوان الفريق وتقديم ما يرضي الجمهور الذي كان يعشق الكرة النظيفة. أما مباريات اليوم، فلا يحضرها سوى جمهور قليل، الأمر الذي زاد من مرض كرة القدم الجزائرية التي هي حاليا في الإنعاش، بسبب البزنسة التي طالت الفرق من أجل تحقيق النتائج وفقط.
وواصل حنيش حديثه مع جيلنا، استمتع عشاق كرة القدم بفنيات كروية عالية. وبالمناسبة، أقول إن قدوم المدرب الوطني حاليلوزيتش جاء في وقته، لأن الوضع يتماشى والحال الذي تمرّ به كرتنا، وعلى المعنيين أن يتركوه يعمل لبناء فريق وطني قوي، كما كنا عليه في السابق .
 لست نادما على ما قدمته للكرة الجزائرية في النوادي والفريق الوطني
لست نادما على كل ما قدمته للشبيبة والوفاق، وحتى الفرق الصغرى التي لعبت لها، كوداد بلدية سكيكدة وأمل سكيكدة، لأنني تعلمت أشياء كثيرة معها، وكوّنت عددا من اللاعبين هم حاليا يشرفون على نواد كبيرة، وهذا شرف لي، دون أن أنكر جميل الفيدرالية التي جمعت كل الدوليين في تربص لمدربي الدرجة الأولى. كما أنني لا أنسى ما تعلمته من المدربين حسين بوشاش والشريف، ومن المرحوم لعريبي والشيخ كرمالي وابراهيمي والكنز ومخلوفي وبوجناح في فريق شبيبة سكيكدة... ورغم كل هذا، يبقى لغز إبعادي من الشبيبة مجهولا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)