يتحدث نجم أغنية المالوف الأندلسي في هذه الدردشة التي جمعته مع “الفجر”، عن مشاريعه الفنية القادمة، التي سيجل بها على جمهوره ومحبيه. كما كان اللقاء أيضا فرصة للحديث عن عدد من الآراء المتعلقة بالطابع الفني الذي يؤديه الفنان منذ ثلاثين سنة..أين هو حمدي بناني اليوم في الوسط الفني الجزائري؟متواجد دائما في الساحة الفنية الوطنية والعربية، فقد قمت مؤخراً بجولة قادتني إلى عدد من مناطق الوطن، وأحضر في القريب القادم سلسلة من الحفلات هنا بالجزائر وبعدّة مدن تونسية أخرى.هذا يعني أن الطابع الفني الذي تؤديه لم يسجل تراجعا في أوساط الشبان؟بالعكس هذا النوع من الطبوع الغنائية لازال لديه عشاقه ويسجل في كل يوم انطلاقة جديدة، ومحبين آخرين له، وهذا يعود إلى طريقة كل فنان في اكتساب عشاقه. أنا مثلاً أجيد التعامل مع الجمهور “ونعرف كيفاش نحكم الشبيبة”، فمثلا لو قمت أنا بغناء نوبة كاملة لمدة ساعتين ونصف من الزمن، فالأكيد أن لا أحد سيبقى في القاعة حتى أنا كنت لأغادر من حفل كهذا، لكن إذا قام هذا الفنان بتقديم وصلة بالاعتماد على وصلات قصيرة ومقاطع، فالأكيد أن الجمهور سيبقى في القاعة ويحرص على حضور مثل هذه الجلسات الطربية الأصيلة، وبهذا سيحافظ الفنان على جمهور ومحبي هذا النوع من الفنون الغنائية.أي مدرسة فنية يمكن أن تدرج اسمك فيها اليوم؟حقيقة قضية المدارس الفنية في الجزائر، لازالت لم تحسم بعد، لذلك يقال عن فنان منطقة قسنطينة باسم مدينته وتلمسان بمنطقته أيضا، مع العلم أنّ الطابع الذي أقدمه يدعى في الشرق الجزائري بالمالوف، وفي الوسط بالصنعة، وفي الغرب بالغرناطي، ولكل منطقة طبعها الخاص حتى لا نقول مدارسها.. لأنه لا وجود لمدارس للأغنية الأندلسية، وأي المدارس تخرجنا منها نحن إذا كانت فعلا هناك وجود لهذه المدارس؟، فنحن تخرجنا من مدرسة الشارع في الستة والستين، حتى حين أقيم أول مهرجان بالعاصمة للأغنية الأندلسية لم يستطيع منظمو المهرجان التفريق بين طبوع الأغنية الأندلسية، فخلصوا إلى نتيجة إطلاق تسمية مدرسة قسنطينة ومدرسة الجزائر ومدرسة تلمسان.شخصيا لا أعترف بوجود مدارس للأغنية الأندلسية في الجزائر، فأنا مثلا صنعت أولى آلاتي الموسيقية من قارورة زيت بلاستيكية كبيرة وقطعة من الخشب، إضافة إلى بعض خيوط، وقمت بالتدرب وحدي على العزف.. فأي مدرسة يمكن أن أنسب إليها نفسي؟!، لا أعترف بوجود مدارس وإنما هناك أنواع موسيقية لا أكثر ولا أقل.ارتبط اسمك الفني باللون الأبيض، ما السرّ وراء هذا الاختيار الذي تعدى اللباس إلى الآلة الموسيقية التي تعزف عليها؟كان ذلك منذ السبعينيات حين بدأت أرتدي البذلة الكلاسيكية البيضاء مع ربطة عنق بيضاء أيضا، ومن ثم أردت أن تكون آلة الموندول التي أعزف عليها باللون الأبيض، وهو يعبر عن السلام، فضلا على أن أعمالي الفنية تضمنت ذلك أيضا، وأنا رجل سلام وسلم، لهذا أحرص على أن أظهر في كل المناسبات بالأبيض.وجديدك الفني أين هو؟سيرى النور عما قريب، صندوق موسيقي جديد يضم 16 ألبوما فنيا بين الجديد والقديم الذي أعدت توزيعه من جديد، يحتوي كل واحد ثماني أغاني تتنوع بين طابع الحوزي، المحجوز، المالوف، الفلامينكو والأندلسي، بالإضافة إلى المديح.. بعض هذه الأغاني كما قلت جديدة وأخرى مهربة من الزمن الجميل للمالوف الأندلسي.كنت قد أعلنت منذ فترة عن مشروع ديو يجمعه مع الفنان التونسي زياد غرسة، أين وصل هذا المشروع؟نحن نشتغل عليه الآن، وأتوقع أن يصدر قبل نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم على أكثر تقدير، وسيكون العمل ألبوما مغاربيا متنوعا في طابع المالوف الأندلسي الذي أقدمه ويقدمه الفنان التونسي القدير زياد غرسة، وسيكون العمل تخليداً لثورة الكرامة التي أخرجت الشعب التونسي الشقيق من العزلة. وهذا التعاون يأتي ليؤكد مرّة أخرى أن الجزائر وتونس شعب واحد ووطن واحد، وطالما ربطت الوحدة المغاربية بيننا، سياسيا وثقافيا واجتماعيا وفنيا.كيف ولدت فكرة هذا العمل؟الفكرة جاءت بعد زيارات عديدة لي إلى تونس، بالإضافة إلى احتكاكي الفني والشخصي بالفنان غرسة، من خلال الحفلات التي قدمناها معا في تونس وفي الجزائر، وسيتعدى هذا المشروع مجرد طرح ألبوم بل نحن نفكر في فيديو كليب يجمعنا وسلسلة من الحفلات التي سنحييها في المستقبل أيضا بالجزائر وتونس.حاورته/ حياة.س
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com