الجزائر

نجاح مبادرة الأفافاس.. تهديدات المعارضة وإخراج الدستور



نجاح مبادرة الأفافاس.. تهديدات المعارضة وإخراج الدستور
تشهد الساحة السياسية في الجزائر ومنذ ما يقارب السنة، حراكا غير مسبوق، بدأت معالمه تظهر مع انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات السابقة، لتتواصل مع تطور تكتل المعارضة وبروز مبادرة جبهة القوى الاشتراكية، وإطلاق السلطة لمشاورات تعديل الدستور بقيادة مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى.وفي ظل كل هذا النشاط والحراك السياسي "السليم"، في رأي البعض، فإن الجزائر تنتظرها وتواجهها العديد من التحديات السياسية في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي ستلقي بظلالها ودون أدنى شك على الساحة السياسية، وأول هذه التحيات الخوف من تنامي الحركات الاحتجاجية التي بدأت تظهر على مختلف القطاعات العمالية، خاصة بقطاع التربية الوطنية. في حين السلطة لم تعد قادرة على شراء السلم الاجتماعي في ظل تراجع أسعار النفط، وهو أول الرهانات والتحديات التي ستجد الحكومة نفسها مجبرة على إيجاد الحلول الناجعة لها، الأمر الذي قد يظهر الحكومة عاجزة عن إيجاد الحلول للتوترات العمالية والنقابية، وهو الأمر الذي قد يتحول إلى مطالب سياسية، حسب بعض المراقبين. كما يرى البعض أن من بين التحديات السياسية للسلطة يتمثل في ضرورة إنجاح مبادرة جبهة القوى الاشتراكية، لأن فشل المبادرة قد يؤدي إلى غلق الأفق السياسي وسيزيد لا محالة من تكتل المعارضة، وهو ما تتخوف منه السلطة، ويحدث كل هذا حسب محللين سياسيين في ظل "تشرذم" أو أزمة أحزاب السلطة التي لم تعد قادرة حسب أصحاب هذا الطرح على التعبئة وإظهار القاعدة الاجتماعية للحكومة والرئيس على أنها متماسكة وواثقة في إمكانية إيجاد الحلول الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تواجه الجزائر، في ظل تداعيات الوضع الإقليمي، لاسيما على الحدود الجنوبية والشرقية في كل من مالي وليبيا، وتؤكد أغلب القراءات السياسية أن الانفلات الأمني ستصل شظاياه للجزائر بشكل أو بآخر.ويبقى إخراج الدستور الذي التزم به رئيس الجمهورية صعبا جدا للسلطة، وقد يكون حسب بعض المراقبين بمثابة "رصاصة الرحمة" التي تطلق على إصلاحات الرئيس. مع العلم أن هذا الملف ما يزال يراوح مكانه ولم تظهر ملامحه بعد، رغم إبقاء الرئيس لباب المشاورات مفتوحا أمام المعارضة ومختلف أطياف اللون السياسي في الجزائر، وتطميناته بأن الدستور القادم سيكون للجزائر وليس خدمة لحزب أو شخص معين، إلا أن ذلك لم يقنع المعارضة، وبعض الشخصيات السياسية، التي تتحرك هنا وهناك في إطار ما تسميه "التحضير للمرحلة المقبلة" من أمثال مولود حمروش وعلي بن فليس، بالإضافة لمحاولات الضغط التي تمارسها المعارضة برفضها مبادرة حزب الدا الحسين وهو ما قد يؤزم الوضع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)