بعد عام من إطلاق خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال، حان وقت التقييم بالنسبة للخبراء والعاملين في هذا المجال. ويبدو أن الانشغال الأكبر يبقى غياب محتويات محلية تتيح للمستهلك استغلال الانترنت بطريقة أنجع، لتصبح وسيلة ليس فقط للترفيه ولكن لتسهيل حياته اليومية، لاسيما في المجال الاداري والمجال التعليمي.وفي انتظار الكشف عن الأرقام الرسمية لعدد زبائن الجيل الثالث لدى المتعاملين الثلاثة، من طرف سلطة ضبط البريد والمواصلات، باعتبارها الهيئة الوحيدة المخولة لنشر هذه الأرقام، فإن الخبراء يجمعون على أن هذه الخدمة عرفت إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين منذ إطلاقها، رغم بعض النقائص المسجلة.فبالنسبة للسيد يونس قرار، المستشار في مجال الاتصالات، فإن عملية إطلاق الخدمة نهاية السنة الماضية، عرفت عددا من النقائص تم تدارك بعضها مثل "الترقيم المزدوج" الذي تم التخلي عنه مؤخرا، وكذا التقسيم الجغرافي لخدمة الجيل الثالث بين المتعاملين، الذي قال إنه كان على "أسس إدارية"، في حين كان لابد من تغليب الأسس التجارية، مشيرا إلى قدرة المتعاملين على تغطية كل أرجاء الوطن بهذه الخدمة في آجال أقصر مما تم طرحه.وفي تقييمه لعروض متعاملي الهاتف النقال، قال السيد رسلان بن شريف وهو مستشار دولي في مجال التكنولوجيات الجديدة، مختص في الاستراتيجية التجارية والماركيتينغ، إن هذه العروض توافق ما هو موجود على المستوى العالمي، معتبرا أن تحديد حجم الربط بالانترنت أمر عادي، باعتبار أن عروض الربط بالانترنت غير المحدودة لاتوجد إلا في بلدان قليلة.واعتبر المتحدث الذي كان أمس أحد ضيوف منتدى مجلة "هايتاك" المتخصصة في الاتصالات، أن حالة التشبع في اقتناء شرائح الهاتف النقال، يجعل اليوم التحدي بالنسبة لكل متعامل هو استقطاب زبائن أكبر من المتعاملين الآخرين، وكذا العمل على اقتراح صيغ تشجع "وفاء الزبائن". ويتم ذلك حسبه عن طريق العمل على استهداف كل الشرائح في المجتمع، لاسيما الطلبة، وهو مايفسر اللجوء إلى صيغ ربط بمقابل زهيد.ولأن الربط بالانترنت يتطلب توفر أجهزة، فإن المنتدى عرف مشاركة ممثل شركة "كوندور" التي تعد الوحيدة محليا في صنع هواتف ذكية ولوحات رقمية. وفي هذا الصدد، أوضح السيد سمير بن عسكر، مدير تكنولوجيات الاعلام والاتصال المكلف بالاستراتيجية في الشركة، أن الاستثمار في هذا المجال ليس سهلا. وقال إن "الاستثمار في هذا المجال فيه جانب كبير من المخاطرة، لأن الاستثمارات ضخمة بينما الأرباح قليلة". وذكر بحضور الشركة في السوق قبل إطلاق الجيل الثالث للهاتف النقال، لاسيما عبر تسويقها لأول الأجهزة الذكية والأجهزة اللوحية التي تحمل شريحة "3 جي".وأشار إلى أنه بعد سنة من إطلاق الخدمة، فإن الوقت قد حان لتقييم وتقويم ما تم إنجازه، من أجل معرفة حاجيات المستهلك الجزائري بما يتوافق وقدراته المالية، معتبرا أن الجيل الثالث ليس مجرد تقنية وإنما هي "نمط حياة".ولهذا تم التأكيد على أهمية تطوير مضامين ومحتويات إلكترونية من شأنها تحقيق مشروع "مجتمع المعرفة"، كما شدد عليه السيد قرار الذي اعتبر أن الأهم اليوم هو التفكير في كيفية استغلال التكنولوجيا لحل مشاكل المواطنين، مركزا على الجانب الإداري، حيث عبر عن اقتناعه بأنه ليس من المعقول متابعة ما يجري في العالم بالتفاصيل عبر الانترنت، وعدم القدرة على معرفة نشاطات رئيس بلدية. لذا دعا إلى رقمنة الخدمات الموجهة للمواطنين من طرف الوزارات ومختلف الهيئات الرسمية.وأجمع المشاركون في المنتدى على أهمية تطوير مضامين إلكترونية جزائرية متنوعة، بالنظر إلى أن أغلبها حاليا "إخباري"، فيما يمكن من خلال إعطاء الفرصة للشباب لإنشاء شركات مصغرة وبالتالي خلق فرص عمل هامة في مجال يوجد في أوج تطوره.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان ح
المصدر : www.el-massa.com