الجزائر

نجاح المصالحة الوطنية كان نابعا من عمق الضمير الوطني


نجاح المصالحة الوطنية كان نابعا من عمق الضمير الوطني
كشف الدكتور والبرلماني أحمد بطيبي المختص في علم الاجتماع، أمس، في ندوة صحفية نشطها بفندق المصلى بالمدية، على هامش إحياء الذكرى ال10 للمصادقة على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، أننا اليوم أمام حتمية محاولة نحت مفاهيم تتعلق بمقدرة الجزائريين على صناعة التوافق في إطار قوة تضمن العيش المشترك، وفي وقت الأزمات وإلى زارعة القيم السلمية كأداة مقاومة حضارية لمخاوف العنف والدمار الذي كان سائدا ويهدد كيان الدولة ويهدد بنية الهوية السياسية الوطنية إلى حد أنه يمتد إلى خلخلات في بنية المعتقد الديني».واستطرد الباحث بطيبي قائلا « يظهر من المفاهيم المتعلقة بالمصالحة الوطنية والسلم والأمن، أن المصالحة شعلة خرجت من عمق الضمير الوطني ودفعت بالأغلبية من الجزائريين إلى الجنوح نحو الحق بعدما اكتشفوا الباطل، فضلا على أنها ليست كلمة يقولها الإنسان، فهي تنبع من مخزون الخير الموجود في المجتمع، فإن أطرها النظام السياسي فإن حقيقتها تكمن في تزحزح الإرادة الشعبية نحو السلم، وهذه قيمة عالية للرمزية، كما أنه لا يمكن أن نفهم وأن نرى بأن ما جرى في إعادة بناء الذات وزراعة بذور أمل الخير في أوضاع الألم والدم، إلا إذا رجعنا إلى المدخر في الضمير الوطني والوعي الوطني الذي فهم رغم قوة الشعارات والتهييج الديني والوعد والوعيد وصناعة الجنة الموعودة والعدالة المفقودة ».واعتبر أستاذ علم الاجتماع بأن مسألة المصالحة الوطنية ترتبط « بالعودة إلى الذات الجزائرية من عمق الضمير الوطني، كون أن ذلك يعد بالقيمة الوطنية الحقيقية التي تتجاوز رغبات النظام والشعارات الإيديولوجية »، شارحا بهذه المناسبة في رده على سؤال «الشعب» حول تقييمه لنجاح مشروع السلم والمصالحة، أن المصالحة هي أداة حقيقية لطي صفحات الماضي الأليمة والمحافظة على استقرار الوطن، وحقن الدماء ». ميزاب: ميثاق السلم أمّن الجزائر من «الربيع العربي»قال الدكتور أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، في تقديم رؤيته بهذه المناسبة قائلا بأنه « يمكن فهم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية عبر محاور رئيسية انطلاقا من 03 إشكالات رئيسية، وهي أين كنا وأين أصبحنا و ما الذي ينتظرنا ؟ مستهلا تصريحاته بأنه « الكل يعلم ما عشناه من ألم اجتماعي ونفسي واقتصادي وسياسي ودبلوماسي، وأنه بعدما جاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حمل معه إستراتيجية عمل واضحة المعالم ولما تم تطبيق هذا النهج لمسنا ثمار هذه السياسة على مستوى كل الأبعاد، وتمكنا من طي الصفحات السابقة المريرة، وحافظنا على الروابط الاجتماعية و التي هي أساس صلابة المؤسسات والمجتمع، وهو ما أعاد اللحمة الوطنية، ومن ثم ذهبنا إلى الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس، كما أنه بفضل هذا الميثاق أمّنا الجزائر من الربيع العربي ».ودعا ميزاب الجزائريين في هذه السانحة إلى ضرورة فهم قيمة الشيء في سياقه الصحيح، كون أن هذه التدابير لم تكن قرارا سياسيا بل إرادة شعبية بفضل مشاركة كل الأخيار وانصهار كل الأسلاك الأمنية لإنجاح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كما أننا بأمس الحاجة إلى مصالحة سياسية ووثبة وطنية »، مشيرا بأن الأزمة الإقتصادية التي باتت تنخر في الكيانات الدولية ليست حكرا على الجزائر، داعيا إلى معالجة الأمور بإعطاء البديل كون أن الجزائريين أضحوا يطالبون بالأفضل .وعن رأيه في التميع الذي يحدث في الممارسة السياسة بالجزائر أردف قائلا « نحن في الجزائر لسنا في جلسة محاكمة، كون أنه كل حزب يمكن له تقديم الحلول من موقعه من خلال مشاريع مقترحة، كما أن الحرية لها حدود، كون أننا نحتاج إلى استغلال التعددية في إصلاح البلاد، كون أن الحكم المسبق هو الذي عطل الشراكة «، معتبرا بأن مسألة المطالبة بالذهاب إلى العفو الشامل هي من صلاحيات رئيس الجمهورية وبنود الميثاق هي التي تسمح له بذلك.وعرج في زاوية أخرى أن سؤالنا اليوم هو كيف نستثمر في ثمار السلم والمصالحة الوطنية لتجنبينا ما يحدث من تحديات »، مطالبا بتثمين المكتسبات وتحصين أنفسنا من الرياح التي تريد التأثير على الواقع الجزائري، من منطلق أنه لدينا أولويات يجب تفعيلها من بينها كيف نرجع البلاد إلى موقعها الإقتصادي، بإعتبار أن عامل الإستقرار غير موجود في الخارطة العالمية، مما جعلنا أيضا مرتاحين وفخورين بتصدير تجربتنا في مكافحة الإرهاب إلى الخارج »، منبها بأن « تعزيز الجبهة الإجتماعية هي في نظره إحدى الأولويات، كما» أنه اليوم نحتاج إلى مصالحة سياسية».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)