ما كان منتظرا وقع وصدقت مخاوف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو من الخطوة التي كان مقررا أن تتخذها الجمعية العامة الفرنسية و طرحت للنقاش مشروع قانون بدأ نقاشه يوم الجمعة 28 نوفمبر تطالب فيه الدولةَ الفرنسية َالاعتراف بالدولة الفلسطينية.و قد هدد نتنياهو فرنسا بأنها سترتكب خطرا فادحا في حال اعترافها بدولة فلسطين و اعرب عن قلقه من احتمال التصويت لفلسطين الثلاثاء القادم دون استكمال مسار السلام . و قد تزعم مسودة القانون منتخبو الحزب الاشتراكي يتقدمهم ( برونو لوغو) على أن يتم التصويت العام و المباشر بعد غد الثلاثاء 2 ديسمبر قال ( لوغو) أن فرنسا دولة وازنة في العالم و لا بد أن نعبر عن رأينا من أجل وقف الانسداد الذي يعرفه مسار السلام منذ اتفاقية أوسلو . و داخل الحزب الاشتراكي لم يوقع على المسودة عشرات من ضمن 289 منتخبا في الجمعية الوطنية و من بينهم رئيس جمعية الصداقة الفرنسية الاسرائيلية الألزاسي ( أرمون جانغ) و رئيس بلدية سارسال ( فال دواز) فرانسوا بيبوني و هي منطقة معروفة بالأغلبية اليهودية و توجه البرلمانيون إلى طلب دعم الإيكولوجيين لتقوية مطلبهم داخل البرلمان. و رفض نواب التجمع من أجل حركة شعبية المشروع القانون و اعتبروه ضربة لاسرائيل في مواجهة التطرف و أيضا أنه لا يحل مشكل محمود عباس في القضاء على الارهاب في اشارة إلى حماس.من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيس ذو الأصول اليهودية أنه داعم لهذه الفكرة و آن الأوان أن يتحرك مسار السلام و لحل النزاع و استثبات السلام لا بد من قيام دولتين و عناصر قيامهما موجودة خاصة أن الفلسطينيين يستعدون لمطالبة هيئة الأمم المتحدة بوقف الاحتلال الاسرائيلي في 2016 .و في مجلس الأمن تعمل فرنسا مع شركائها من أجل أن تتبنى هيئة الأمم قرار اعادة بعث المفاوضات بين الجانبين لأن الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى سلام دائم و لا يمكن أن يبقى على مدار السنين بؤرة نزاع و لا أمن وحان الوقت لتعيش الشعوب في أمان و تتطلع إلى المستقبل . و تقول الجمعية الوطنية الفرنسية أن حل الدولتين الذي توافق عليه فرنسا و الاتحاد الأوربي يقتضي من باريس الاعتراف بالدولة الفلسطينية .و هذا من شأنه أيضا أن يحمل اسرائيل إلى العودة إلى المفاوضات رغم جهود الوساطة الأمريكية في الربيع الماضي .و معلوم أن ثمة تعاطف شعبي فرنسي مع القضية الفلسطينية رغم جهود اللوبي اليهودي الداعم للكيان الصهيوني ، في حين قال السفير الاسرائيلي في باريس (يوسي غال) أن هذا الاعتراف قد يؤجج موجة الغضب في فرنسا في اشارة إلى الأحداث التي وقعت عند خروج مسيرات مساندة للقضية الفلسطينية خلال الحرب التي شنها عليها الكيان الصهيوني في الصيف الماضي . و بلغة التهديد قال نتنياهو قبل تصويت الجمعية العامة ان قرار فرنسا سيكون "غير مسئول " نظرا للحجم الكبير الذي تمثله فرنسا في هذا النزاع القديم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي لحرب الكيان الصهيوني على الفلسطينيين و الداعم له بكل أنواع السلاح . و قد يكون تصويت الجمعية العامة لصالح القرار المذكور صفعة قوية للوبي اليهودي الناشط في فرنسا من أجل دعم مواقف الكيان الصهيوني . و كما جرت العادة قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن مثل هذه المواقف يصلب عملية السلام و لا يشجعها على السير إلى الأمام لأنّه يعطي للعناصر الإرهابية " حماس" موافقة ضمنية على الاستمرار في ضرب اسرائيل و التظرف. و معلوم أن قضية الاعتراف بدولة اسرائيل يتم التصويت لها في برلمانات فنلندا و بريطانيا و اسبانيا لحمل الحكومات من أجل أن تحذو حذو السويد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz