الجزائر

نتانياهو، العرش والصحراء الغربية...؟



سيباشر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، هورست كوهلر، بداية من شهر فيفري الداخل، لقاءاته مع طرفي النزاع في الصحراء الغربية، بالإضافة إلى كل من الجزائر وموريتانيا بصفتهما ملاحظان، تحضيرا لجولة ثانية من المفاوضات لحل النزاع الصحراوي، سيّما وأن عهدة مينورسو تنتهي شهر أفريل والمبعوث الأممي كما طرفا النزاع مطالبون بتقديم نتائج ملموسة ومقنعة لإدارة ترامب التي تمارس ضغطا غير مسبوق لحل هذا النزاع.أمام ضغوط واشطن، يبدو المخزن كغريق يحاول التعلق بأي قشة علّها تنقذه من السندان الأمريكي، إلى درجة أنه أصبح يبعث برسائل مفادها أنه مستعد للتنازل عن أي شيء بما في ذلك التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني بعد سنوات طويلة من السرية وما التطبيع – في حقيقة الأمر إلا إخراج لتلك العلاقة إلى العلن فقط؟، علاقة هندس لها مستشار جلالته أندريه أزولاي بمباركة وتزكية من القصر الذي يبارك - كما يبدو – زيارة نتانياهو إلى المغرب بما أنه لم ينف ما تداولنه وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن هذه الزيارة التي ترعاها وتشجعها باريس؟ هذه الأخيرة التي تحرص دائما على تبييض وجه حليفها وعدم تلطيخ سمعته، سعت جاهدة لإشراك جيرانه في المستنقع بالسعي الحثيث لدفعهم إلى فتح أجوائهم أمام طائرة نتانياهو؟، بل أكثر من ذلك - وحسب ما تداولته تقارير إعلامية دائما - وصل بها الأمر إلى حد اقتراح إرسال طائرة مغربية لاستقدامه من تل أبيب، لوضع الجزائر في حرج؟ إلا أن الأخبار المتداولة عن تحويل مسار طائرته إلى مطار جنوب إسبانيا قبل الوصول إلى المغرب يغنينا عن السؤال عن موقف الجزائر، التي لم ولن تطبع مع كيان محتل ومارق على الشرعية الدولية، لأنها تدرك جيدا أن الخيانة كقطرات الندى، لا تشعر بها حتى تجد نفسك مبللا من رأسك إلى أخمص قدميك وأن كل هذه السيناريوهات والمناورات والزيارات تدخل فيما يسمى بصفقة القرن؟.
باريس التي سعت جاهدة لتوقيع الاتحاد الأوربي لاتفاقيات تجارية باطلة مع المغرب، تحاول اليوم تقديم خدمة لحليفها بتشجيع زيارة نتانياهو الذي سيكون عليه بالمقابل إقناع جون بولتون، المقرب من اليمين الإسرائيلي، بتخفيف الوطأة على الرباط، التي لا تتوانى عن القيام بأي شيء من أجل مغازلة واشنطن، حتى بمساندة الانقلاب في فنزويلا؟!، لكن ماذا لو حصل رد فعل عكسي ووجد المخزن نفسه في ورطة حقيقية، فالشعب المغربي -المحتقن والمنهك - من المؤكد أنه لن يستقبل نتانياهو بالورود ؟ مما سيدفع المخزن إلى تغيير حساباته حيث سيجد نفسه مضطرا للاختيار بين استقرار عرشه أو تبعات زيارة يراهن عليها في نزاعه مع الشعب الصحراوي؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)