بدأت معالم البرلمان الجديد في التشكل، من خلال النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي أجريت يوم السبت المنصرم ، حيث يحتدم الصراع بين حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان" وحركة مجتمع السلم "حمس" وبصورة أقل التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي"، في الاستحواذ على غالبية المقاعد لتاسع عهدة تشريعية.بين المفاجأة والواقعية، اختلفت آراء المحللين بشأن النتائج الأولية لتشريعيات 12 جوان، التي أعلنت عنها المندوبيات المحلية لهيئة شرفي عبر العديد من ولايات الوطن، والتي أسفرت عن حفاظ الأحزاب التقليدية على موقعها داخل قبة البرلمان، على الرغم من "النكسات السياسية" التي تعرضت إليها عقب حراك 22 فبراير.
وفي ذات السياق، لم يتوقع العديد من المحللين أن يحصد حزب جبهة التحرير الوطني هذا الكم من المقاعد بمناسبة تشريعيات السبت الماضي، بل ذهبوا الى أبعد من ذلك، حينما توقعوا تعرضه الى انهيار كبير، شأنه في ذلك شأن الارندي، الذي حسب النتائج الأولية، ستكون له كلمته في البرلمان المقبل، وسيشكل معادلة مهمة في مسألة التحالفات داخل مبنى زيغود يوسف.
واحتدم التنافس بين تياري "الوطنيين والاسلاميين"، للظفر بغالبية المقاعد، وطفت الى السطح حرب بيانات وتصريحات مضادة، بخصوص الحزب الفائز بالأغلبية ونقصد بذلك زعيم حركة مجتمع السلم وأمين عام حزب جبهة التحرير الوطني ابو الفضل بعجي، قبل ان تتدخل الهيىة المستقلة للانتخابات ببيان شديد اللهجة، حذرت من خلاله من عواقب هذه التصريحات وانها المخولة دون سواها للبت في هذه المسألة.
تيار آخر، يرى ان نتائج الانتخابات، قد اتسمت بالواقعية بالنظر الى العديد من المعطيات حسبهم، حيث ان الاحزاب الفائزة بغالبية المقاعد تملك وعاء انتخابيا ثابتا في صورة حزب جبهة التحرير الوطني ناهيك عن ان تشتت القوائم الحرة وتدني نسبة المشاركة، ساهم في استحواذ هذه الاحزاب على غالبية المقاعد.
وهناك من يعتقد أيضا أن النتائج الأولية الحالية طبيعية بفعل العزوف الانتخابي ونسبة المشاركة المتواضعة، ما سمح للأحزاب التقليدية المهيكلة والتي لها قاعدة نضالية واسعة، لتصدر المشهد السياسي، متوقعين ان يكون البرلمان المقبل "فسيفساء" رغم تسجيل أفضلية لبعض الأحزاب السياسية على غرار حمس والآفلان، اللذان سيحتدم الصراع بينها أكثر في الساعات المقبلة بعد الإفراج عن بقية النتائج بما تبقى من ولايات.
وحسب النتائج الأولية التي أعلنت عنها المندوبية الولاية بتيزي وزو بلغت نسبة المشاركة 0.68 بالمائة، وعدد الناخبين 4976 ناخب موزعة على 11 مقعد، حيث تحصلت القائمة الحرة ثاقماتس (الاخوة) على مقعدين، والقائمة الحرة (نداء الشعب) على مقعدين، وحزب جبهة التحرير الوطني تحصل على مقعدين، في حين حزب التجمع الوطني الديموقراطي تحصل على مقعدين، في حين تحصل على مقعد واحد كل من حزب صوت الشعب، وجبهة المستقبل، والقائمة الحرة (الحصن المتين). أما بولاية بجاية فبلغت نسبة المشاركة النهائية في الإنتخابات التشريعية 0.79 بالمائة، حيث تصدر الأفلان الفوز في التشريعيات ب 8 مقاعد، وحصلت القائمة الحرة الأمل على مقعد واحد.
أما بولاية تيسمسيلت، فقد تقاسمت 3 قوائم المقاعد الثلاثة وهي حزب جبهة المستقبل بقيادة بربارة الشيخ. وحزب جبهة التحرير الوطني بقيادة مواز أحمد. والقائمة الحرة أبناء تيسمسيلت بقيادة عزيز عبد القادر. في حين تصدر حزب جبهة المستقبل الفوز بولاية البويرة وحصوله على 3 مقاعد، فيما تحصل الأفلان على مقعدين، وحركة البناء الوطني مقعد واحد، والأرندي مقعد واحد.
وفي ولاية المدية تحصل الأفلان على 3 مقاعد، سالمي لخضر، حميدي يوسف، ميلودي رشيد. في حين حركة حماس 3 مقاعد، كبريتة محمد، مبروكي محمد الأمين، إبراهيمي إسماعيل. أما حركة البناء الوطني تحصلت على مقعدين جدو رابح، زرقي حكيم. أما بولاية المسيلة، فقد تحصل الأفلان عن 3 مقاعد محمد مشقق، عبد الرحيم ربيع، عبد الوهاب عمران. كما تحصل الأرندي على 3 مقاعد خاتم دحماني، محمد فريتيح، سفيان فايد، وحركة حمس تحصلت على 3 مقاعد رشيد زين، مروان ارفيس، سعيد جناوي، أما حزب جبهة المستقبل فتحصل على مقعدين فاتح بريكات، ومحمد عباسي.
ولا يزال "السوسبانس" سيد الموقف في العاصمة، التي يلفها غُموض كبير لم يسبق له مثيل في جميع المواعيد الانتخابية السابقة، فلا أحد من الأحزاب السياسية ولا المترشحين يعلمون لمن عادت مقاعد الغرفة السفلى في هذه الولاية التي تحوز على أكبر عدد من المقاعد والتي يبلغ عددها أكثر من 30 مقعدا.
ويجهل المترشحون للانتخابات التشريعية بولاية العاصمة وحتى ممثلو الأحزاب السياسية هوية الفائزين وهو ما أكده المُترشح بحركة البناء الوطني عبد القادر بريش في تصريح ل "الجزائر الجديدة" إذ قال إن هُناك تكتم شديد حول النتائج، وهو نفس ما أكده المرشح عن حزب تجمع أمل الجزائر وزير الشباب والرياضة السابق برناوي رؤوف إذ قال إن الأرقام التي تداولت أمس هي مجرد إشاعات ومعطيات لا أساس لها من الصحة.
ونشر السيناتور عن جبهة التحرير الوطني عبد الوهاب بن زعيم، أمس معلومات غير رسمية، تزعم فوز الآفلان فاز ب 10 مقاعد بالعاصمة وحزب جبهة المستقبل ب 08 مقاعد وحركة البناء ب 08 مقاعد، وقال إنها "النتائج الأولية لولاية الجزائر العاصمة في انتظار إعلانها رسميًا من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات" لكنه لم يقدم أية أدلة على كلامه.
وكان رئيس الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات قد أعلن أن الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية سيكون في غضون 96 ساعة من اجراء العملية الانتخابية، في وقت بلغت نسبة المشاركة المؤقتة 30.20 بالمائة.
والأكيد أن الساعات القليلة المقبلة ستكشف هوية الحزب الفائز في تشريعيات 12 جوان، والتي جرت ولأول مرة في تاريخ البلاد في اطار ضمانات النزاهة والشفافية، وستضفي دون شك الى تشكيل تحالفات بين حزبين أو أكثر لتشكيل الحكومة المقبلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/06/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أمين وسيم بن سعيد
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz