الجزائر

نبحث اليوم عن ترقية الثقافة وفتح الباب أمام المبدعين


@ الطاهر وطار وجه جماهيري معروف، محمد تين وجه أكاديمي، كيف يعرف بنفسه للقارئ؟@@ أولا سي الطاهر ليس وجها ثقافيا فقط، بل هو كاتب وروائي كبير، تدرّج في الكتابة من الخاطرة للقصة القصيرة وصولا إلى الرواية، واهتم أيضا بالإعلام وخاض النضال في السر والعلن. محمد التين رافق الطاهر وطار في كل نشاطاته منذ 1972، طبعا كان لدينا مجالات للعمل الجماعي ومجالات للعمل الفردي، ففي المجال الفردي طاهر وطار كان في مجال الإبداع وما له علاقة بالفن والأدب، والمجال الفكري والثقافي عموما، أما أنا فعملي بدأ من أجل ترقية الثقافة، وكانت أولى بداياتي منذ 1965 بأول إضراب في ثانوية بن باديس، ثم ضمن الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بعد انقلاب 1965. أما سنة 1970 كنت أحاول تنظيم ما يسمى بطاقات الأدباء الشباب آنذاك، رفقة أحمد حمدي، حمري بحري وعبد العالي رزاقي، وكنت أعمل في الظل، وأكتب كذلك في مجلة «الشعب الثقافي» التي كان يشرف عليها وقتها الطاهر وطار، حيث كنت أكتب باسم مستعار ''بشير''، وقمت بترجمة عدة كتب إلى اللغة العربية، من بينها آخر ما كتب ''جون سيناك'' عن الأدب الجزائري، قبل أن يقتل سنة 1972، ثم قمت بإعطاء الإنطلاقة لمجلة «الوحدة» التابعة لمنظمة الشبيبة الجزائرية، وكنت حينها أستاذا بالجامعة، كما شاركت في تأسيس دائرة الإعلام مع الطاهر وطار، انبثق عنها إصدار مجلة وبرنامجا تلفزيونيا حول الثورة والفلاح.
أمّا في الثمانينات، فكنت أمينا عاما لمعهد العلوم السياسية والإعلام، وقمت بعدة نشاطات ثقافية، وأنا الآن رئيس جمعية الجاحظية.
@ قرابة عام ومنصب رئيس الجمعية شاغرا، لماذا؟
@@ أولا المرحوم الطاهر وطار عانى من مرض عضال لعدة سنوات، لكنه كان مصرّا على أن يتولّى هو بنفسه تسيير الجمعية، وقدّر اللّه له أن يتوفّى في شهر أوت 2010. وفي بداية السنة شرعنا في التحضير خاصة من الجانب المادي، لأن الجمعية كانت امكانياتها المالية محدودة، وهذا ما تطلّب منّا توجيه عدة رسائل طلبنا فيها مساعدات مالية، لكننا لم نتلق إلاّ ردّا وحيدا من طرف المجلس الشعبي الوطني.
@ بعد انتخابكم رئيسا للجمعية من طرف أعضاء الجاحظية، عقدتم مؤتمرا خامسا للمصادقة على القانون الأساسي للجمعية، ومشروع تعديل النظام الداخلي عقب مناقشته، ما الذي ستحملونه للجمعية من وراء هذا التجديد؟
@@ الجديد هو تحديد عهدة المؤتمر وهي 3 سنوات بعدما كانت 5 سنوات، حتى يتسنى للمقتدرين والمتمكنين معرفة طاقاتهم وقدراتهم، وبهذا نكون قد منحنا الفرصة لمن يستحقّها. هناك فرق بين الإبداع وتسيير جمعية، فالجاحظية جمعية ثقافية وليس أدبية، فيجب أن تكون نشاطاتها متنوعة وسنواصل العمل ، فمثلا ''سي الطاهر'' شرع في إنشاء نوادي مختلفة مثل: نادي المسرح، الفن، الفلسفة ونحن سنقيم نوادي إقليمية، ولن نتّبع البيروقراطية وسنكسّر هذا التدرج، لأنه من الواجب أن توجد مجموعة واعدة تسهم في ترقية المثقفين والمبدعين، وسنعطيها غطاء الجاحظية، تقوم بعملها عملا بشعار لا إكراه في الرأي، فنحن لا نطالب أحدا بلونه أو انتمائه، فالجزائري أولا وقبل كل شيء، فقط عليه أن يخوض مجال المعرفة في تنوير الطريق، ونحن سنذهب إلى القرى والمداشر، فإن تطلّب الأمر حتى إلى أقصى الجنوب للبحث عن الطاقات والإبداع والمواهب لنساعدها على الظهور، فأنا لا أنتظر العبقرية أن تصل إلى العاصمة بل أنا سأذهب إليها.
وضمن أعمالنا المستقبلية كذلك، هو تفعيل المكتبة التي تحتوي على ثلاثة آلاف كتاب، نسعى إلى توظيف متخصص في المكتبة لانتدابها والاستفادة منها. ولدينا أيضا أستوديو سمعي غير مفعل للمعرفة والثقافة، وأيضا نخطّط للاشتراك في بعض المكتبات الالكترونية حتى يدخل الناس بسهولة إلى مكتبة القاهرة ومكتبة البانتاغون.
أمّا مشروعنا المستعجل هو كيف يمكننا مساعدة مجلة «التبيين» لتنشط بمستوى أكاديمي، وهي كبيرة الفائدة للطلبة لكنها تعاني من نقص التوزيع. أما فيما يخص الصحافة الثقافية إصدار مجلة شهرية أو نصف شهرية تهتم بتتبع الحياة الثقافية في الجزائر وما يجري خارجها.
@ وماذا عن جائزة مفدي زكريا؟
@@ سنستمر في جائزة مفدي زكريا لأن ظروفها وإمكانياتها البشرية قائمة، أصعب ما في الأمر الجانب المالي لأن قيمتها 50 مليونا، كان يوفرها الديوان الوطني لحقوق المؤلفين. وهذا يقودنا للحديث عن جائزة الرواية، وهذه الجائزة أوقف لها إيجار شقة كان يملكها الطاهر وطار في أول ماي، ونحن كذلك مهتمون بالبحث عن المواهب، وربما سنلجأ إلى تنظيم مسابقات للشباب.
@ هل تعتقدون أنكم ستخلفون عمي الطاهر في شعبيته؟
@ مسألة الشعبية أنا لا أبحث عنها وسأستمر بسيطا، وليس هذا هو همي الآن، أنا ابن فلاح فقير، أكبر حلم كنت أحلم به هو أن أكون معلم قرآن أو في الابتدائي، ولكن بفضل اللّه صرت إطارا.
@ هل من كلمة لقراء جريدة «الشعب»؟
@@ جريدة «الشعب» كتبت فيها في الصفحة الثقافية والدولية، وأقول للمثقفين خاصة أن أبواب الجاحظية مفتوحة وإن كان المثقفون يعانون من التهميش فلم يأخذوا مكانتهم، أقول لهم تعاونوا على توحيد الصفوف لتفعيل الثقافة وخدمتها .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)