أطلقت منذ أيام مجموعة ''ناس الخير'' حملة على الأنترنت تحت عنوان ''معا ضد المفرقعات يوم المولد النبوي الشريف''. وتهدف الحملة الأولى من نوعها إلى توعية الناس بضرورة عدم تبذير أموالهم لشراء المفرقعات الخطيرة، وتقترح عليهم بدلها اقتناء ملابس للأطفال، حتى يفرحوا بهذا العيد.
ولاقت المبادرة ترحيبا معتبرا من طرف مستخدمي الأنترنت لاسيما الأعضاء في صفحة المجموعة بالفيسبوك، حيث تم وصفها بـ''الفكرة الجيدة''، لاسيما وأن استخدام المفرقعات أصبح مصدرا لعدد من الحوادث الخطيرة.
كما تمنى البعض الآخر أن تصبح مثل هذه المبادرة سنّة حميدة من باب أن التصدق على الفقراء أفضل من اقتناء المفرقعات، مذكرين بأحاديث تتكلم عن أهمية العطاء والتصدق وفعل الخير، باعتبارها سنة رسولنا الكريم الذي نحتفل بمولده هذا اليوم، والعبرة إذا هي أن نقتدي به وليس أن نفعل ما ينهى عنه.
كما تمت الإشارة إلى أهمية اقتراح بديل على الناس عندما نطلب منهم الإقلاع عن عادة، وهوما لجأت إليه المجموعة بطلب تخصيص أموال المفرقعات لاقتناء ملابس لأطفال معوزّين.
وتشهد المدن الجزائرية منذ أيام، انتشارا كبيرا لباعة المفرقعات بأنواعها المختلفة التي يقترب بعضها من القنابل الصغيرة، وللكثيرين حكايات تشهد على خطر هذه المفرقعات؛ منهم كريم الذي أشار إلى أنه كاد أن يفقد يده بعد أن انفجرت فيها ''قنبلة''، كما سماها وليس مفرقعة.
وفي تصريح لـ''المساء''، أكدت السيدة ليلى وهي إحدى أعضاء ''ناس الخير-الجزائر'' أن هذا المسعى جاء انطلاقا من رغبة المجموعة في الخروج عن المألوف وعدم السقوط في فخ تكرار نفس المبادرات كل سنة، أواستنساخ المبادرات التي يقوم بها الآخرون.
ففي حين لجأت المجموعة في مولد العام الماضي إلى تنظيم حفل ختان جماعي للأطفال المعوزين، فإنها حبذت هذه السنة أن تفكر في مبادرة جديدة، وهكذا تم الاتفاق على اقتراح تخصيص الأموال التي ينفقها الناس على المفرقعات، والتي تعكس تبذيرا غير مقبول بالنظر إلى الحاجيات الأخرى المعبر عنها في المجتمع، لاقتناء ملابس لأطفال يتامى.
وأوضحت السيدة ليلى أن ''ناس الخير- الجزائر'' بالتعاون مع ''ناس الخير-الشلف''، تعمل حاليا على تحضير حملة جمع الألبسة بكل أنواعها، بغرض توزيعها على مركز يتامى في مدينة تنس.
وفي السياق، سيتم تحضير قائمة تضم كافة الاحتياجات التي يمكن للمهتمين التبرع بها -للتذكير، المجموعة لاتقبل مبالغ مالية في انتظار حصولها على الاعتماد رسميا- من أجل إدخال الفرحة على أطفال المركز، وقبلها تنتظر المجموعة استكمال كافة الإجراءات اللازمة، وكذا الحصول على قائمة الأطفال ومقاساتهم من أجل تحديد المطلوب من المتبرعين بدقة.
وهي الطريقة التي تعمل بها المجموعة في كل مبادراتها، من أجل تحقيق نتائج أفضل وكذا تحقيقا بمبدأ المصداقية والثقة في التعامل مع المتبرعين، وتتمنى محدثتنا أن تلقى الحملة صدى واسعا، وأن يعي الناس فعلا الهدف الأسمى من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، سعيا لتغيير بعض السلوكات السلبية في مجتمعنا باقتراح بديل أفضل، وهو مايمكنه أن يساهم في خلق عقليات جديدة، وتصرفات جديدة عاكسة لمبادئنا التضامنية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : حنان/ح
المصدر : www.el-massa.com